سنناقش في المقال التالي ما هو التحوط في الفوركس أو كما يعرف أحيانًا بمصطلح الهيدجينغ - Hedging - المعروف عنه بكونه من أبرز استراتيجيات التداول التي يقوم المتداولين بالاستعانة بها من أجل حماية رؤوس أموالهم من الضياع، والحد من الخسائر التي يمكن أن يتعرضوا لها في حال إذا أنقلب السوق بشكل كبير، وأتت توقعاتهم على عكس ما حدث بالسوق فعليًا.
في الحقيقة تطبيق التحوط في الفوركس لا يعني الرغبة في تحقيق المزيد من الأرباح من وراء التداول في عالم الفوركس، ولكنه يهدف إلى الحد من كمية الخسائر التي يمكن أن يتعرض لها المتداول.
القيام بعملية التحوط في الفوركس هو أمر يتم تقديمه من قبل عدد من شركات الوساطة، وليس كلها، فمثلًا شركات الوساطة الأمريكية يمنع على مستخدميها استخدام استراتيجيات التحوط في تداولاتهم.
لمعرفة ما هو التحوط في الفوركس بشكل تفصيلي، وكيف يمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية عند إبرام تداولاتك في عالم الفوركس تابعنا في التقرير التالي.
ما هو التحوط في الفوركس - التحوط المالي ؟
هي استراتيجية تمكن المتداولين من تحجيم الخسائر التي قد يتعرضون لها عندما تحدث تقلبات السوق الضخمة، وهذا عن طريق التداول في الاتجاهين في الوقت ذاته على نفس زوج العملات، من خلال إبرام صفقات بيع، وشراء على نفس زوج العملات في نفس التوقيت.
مثلًا القيام بفتح خمس عقود لبيع، وشراء كل من زوج عملة اليورو، والدولار، وفي نفس الوقت فتح 4 عقود أخرى بيع لنفس زوج العملات السابق ذكرها اليورو، والدولار.
في هذه الحالة يمكن للمتداول تفادي حركات السوق المفاجئة، والتي قد تقلب الموازين، وتجعله يتكبد العديد من الخسائر، فإذا تحول السوق ضده، فإن الصفقات الأخرى التي قام بإبرامها مقابل الصفقات الأولى التي خسر فيها تمكنه من الربح، فإذا خسر في صفقات الشراء، يمكنه أن يربح في صفقات البيع.
هذه العملية يطلق عليها اسم التحوط، لأنه فيها يحتاط المتداول لتقلبات السوق، ويؤمن نفسه منها بشكل مسبق.
شركات الوساطة و التحوط ؟
في الولايات المتحدة الأمريكية، ووفقًا لقوانين الهيئة الوطنية للعقود الآجلة NFA فإن التحوط من الأمور الممنوعة على شركات الوساطة الأمريكية، حيث لا يمكن للمتداول أن يقوم بعقد عقود بيع، وشراء على نفس زوج العملات لدى شركة وساطة واحدة.
الحل هنا يكون باللجوء إلى شركة وساطة أخرى، وهذا لإتمام الشق الآخر من التحوط، بحيث يتم استخدام حساب وساطة لإبرام عقود بيع لزوج من العملات، ومن ثم استخدام حساب الوساطة المالية الثاني من أجل إبرام عقود شراء لنفس زوج العملات التي تم إبرام عقود البيع عليها.
في هذه الحالة يتم تدارك المخاطر، ولكن بين حسابين وساطة مختلفين.
بالنسبة لشركات الوساطة المالية الأخرى الموجودة حول العالم، فإنها ليست لديها مشكلة في إبرام عمليات التحوط لديها، حيث يمكن للمتداول إبرام التحوط في الفوركس لديها دون أي مشكلة.
كيف يتم التحوط - الهيدج ؟
كل ما عليك فعله هو اختيار زوج العملات التي تريد التداول عليهم، ومن ثم إبرام مجموعة من عقود التداول عليها بالبيع مثلًا، وفي نفس الوقت تقوم بإبرام مجموعة أخرى من عقود الشراء على نفس أزواج العملات تلك، سواء كان ذلك لدى حساب الوساطة نفسه الذي تقوم بالاشتراك معه، أو لدى حساب وساطة أخر تمتلك حساب لك بداخله.
أين يمكن استخدام التحوط - الهيدج؟
هناك مجموعة من الطرق الأساسية لاستخدام الهيدجينغ في تداول العملات، منها التحوط على العقود الفورية التي تتم على الصفقات العادية التي يقوم بها تجار الفوركس بالتجزئة، وتكون تلك العقود قصيرة الأجل (يومين) ولكن على كل حال ليست تلك الطريقة الأكثر فعالية عند استخدام التحوط، خصوصًا أنها قصيرة الأجل، ولكن غالبًا ما تكون العقود الفورية المنتظمة هي سبب الحاجة إلى الهيدجينغ.
أيضًا يمكن استخدام التحوط على خيارات العملات الأجنبية، وتلك الطريقة تعد من أكثر الطرق شيوعًا للتحوط من العملة، حيث تمنح خيارات العملات الأجنبية المشتري الحق، ولكن لا تقوم بإلزامه بشراء، أو بيع زوج من العملات بسعر صرف معين في وقت ما في المستقبل.
يكن أيضًا استخدام التحوط في العقود الآجلة للعملات.
لماذا يتم استخدام التحوط - الهيدج؟
استراتيجية الهيدجينغ أو التحوط في الفوركس يتم استخدامها بشكل كبير للحد من الخسائر الفادحة في حالة التقلب الجنوني للسوق، والذي يمكن أن يحدث بشكل فجائي بناءً على بعض الأخبار، أو الأحداث الذي يشهدها عالم التداول.
لهذا يكون التحوط مفيدًا جدًا للمتداولين في فترات السوق المتقلبة، حينما ترتفع، أو تنخفض الأسعار بشكل كبير، ويصبح التداول خطيرًا للغاية.
على كل حال تذكر دائمًا أن استراتيجية الهيدجينغ لا تهدف بشكل رئيسي إلى تحقيق أرباح من وراء عمليات التداول التي تجرى باتباع نهجها، ولكنها تهدف دائمًا إلى تحجيم الخسائر التي يمكن للمتداول أن يتعرض لها.
كانت هذه أبرز التفاصيل المتعلقة بالتحوط في عالم الفوركس لمزيد من التفاصيل يمكنكم الرجوع إلى قسم المقالات في موقع ثقة.
شارك بتعليق