ارتبط ذكر التداول بالهامش بفتح آفاق استثمارية أكبر أمام قطاعات أوسع من المستثمرين، وقد تزايد الاهتمام بهذا النمط من التداول وارتفعت معدلات الإقبال عليه في السعودية بالأخص على مدار العقدين الماضيين، نظراً لانتشار المنصات المرخصة - المحلية والعالمية - المزودة لخدمات المتاجرة بالهامش في المملكة، واختلاف النظرة العامة وتقبل الثقافة الشعبية لفكرة التداول الإلكتروني، فضلاً عن التجارب العملية التي أثبتت الجدوى الاستثمارية منه؛ إذ كان الطريق الذي قاد الملايين إلى الاستقلالية المالية عبر استثمار رؤوس أموال متوسطة لجني عائدات مرتفعة.
انعكس ظهور تداول الهامش بالعديد من الصور الإيجابية على الساحة الاقتصادية سواء داخل المملكة السعودية أو على الصعيد العالمي؛ أبرز تلك الانعكاسات أنه حرر الاستثمار في البورصات من قبضة أصحاب الملاءة المالية المرتفعة، أي ساهم بشكل مباشر في تمكين أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة من تداول المنتجات المالية المُدرجة في أسواق المال. فما معنى التداول بالهامش وكيف أحدث هذا الفارق؟ وكيف يمكن البدء به؟، إن كنت مهتماً بالسير على خطى من سبقوك إلى تحقيق طموحاتهم المالية، ابدأ بالتعرف على إجابات هذه الأسئلة عبر الفقرات التالية.
تلخيص المقال
- التداول بالهامش هو تمويل صفقات التداول جزئياً مع اقتراض القيمة المتبقية من خلال وسيط التداول.
- يساعد تداول الهامش على مضاعفة القدرة الشرائية للإيداع الأولي والمساعدة على فتح صفقات بمراكز أكبر.
- يختلف التداول بالهامش عن التداول التقليدي يتمثل في حجم رأس المال وآلية إدارة المُعاملات.
- يساعد الهامش على تضخيم أرباح التداول في حالة تحقيقه ولكنه أيضاً ينطوي على بعض المخاطر التي يجب الانتباه لها.
- اختيار منصة التداول بالهامش المناسبة هو العامل الأهم والمؤثر في الحد من مخاطره المُحتملة.
ما هو التداول بالهامش؟
يمكن إجابة التساؤل عن معنى التداول بالهامش - أو تداول المارجن "Margin Trading" - بقولنا أنه أحد آليات التداول عبر الإنترنت وأكثرها شيوعاً، تم تطوير تلك الآلية بشكل أساسي لتمكين عملاء شركات الوساطة المالية "المتداولين" من فتح صفقات ذات مراكز أكبر من قيمة رأس المال الخاص بهم؛ أما باقي قيمة الصفقة يتم تمويله عبر قرض يقدمه الوسيط بضمان المبلغ المودع في حساب التداول، أو ما يُعرف بمسمى "هامش التغطية" ومنه اكتسب هذا النمط من التداول مُسماه.
يتضح دور المارجن في التداول وكيفية عمله بصورة أفضل من خلال مثال تقريبي، نفترض خلاله أن المتداول يرغب في تداول أصل مالي - وليكن تداول الأسهم - بقيمة 1000 دولار أمريكي، بينما هو قادر على تمويل صفقته بنسبة 50% فقط، آنذاك يصبح تداول الهامش هو الخيار الأوحد وذلك باتباع الآتي:
امتلاك حساب تداول حقيقي بالهامش لدى شركة وساطة موثوقة.
تخصيص 500 دولار من حساب الهامش لتداول الأسهم المُحددة.
بافتراض استخدام الرافعة المالية حجم 1 : 2 (500 × 2 = 1,000).
يُعني ذلك اقتراض 500 دولاراً إضافياً من الوسيط.
فتح مركز شراء الأسهم بقيمة 1000 دولار أمريكي.
بافتراض صعود قيمة الأسهم إلى 1,300 دولار أمريكي.
يرد المتداول 500 دولاراً المقترضة للوسيط.
يسترد مبلغ 500 دولاراً وهو رأس ماله المدفوع.
يحقق ربحاً بقيمة 300 دولاراً (500 + 500 - 1,300 = 300$).
بناءً على ما سبق فإن المتاجرة بالهامش هي الخيار الأمثل لبدء استثمار مبلغ بسيط في السعودية من خلال التداول عبر الإنترنت؛ إذ أنها تضاعف القوة الشرائية لمبلغ الإيداع الأولي؛ وبذلك تساعد المتداولين على فتح صفقات أكبر وبالتبعية جني أرباح أعلى إذا سارت الأمور على النحو المفترض، والمتوافق مع توقعاتهم المُسبقة بشأن حركة السعر واتجاه السوق.
يجدر بنا التنويه إلى أن المثال السابق قد جرى تبسيطه لأقصى حد لإيضاح الأمر، بينما في واقع الأمر العديد من شركات التداول تتيح رافعة مالية بأحجام مرتفعة قد تصل إلى 1 : 100، يُعني ذلك أن متطلبات الهامش نسبة 1% فقط بينما يقدم الوسيط 99% من قيمة الصفقة، مع ذكر أن الحد الأقصى للرافعة المالية يختلف عادة باختلاف نوع الأصل المالي المتداول.
مخاطر التداول بالهامش
لا يمكن بأي حال فصل معنى التداول بالهامش عن المخاطر المُحتملة المرتبطة به، التي تنتج أساساً عن حركة سعر الأصل المالي المتداول وبالتبعية تغير قيمة الصفقة، التي لابد من وجود رصيد في الحساب "هامش \ تأمين" يغطي قيمتها لتفادي الوصول إلى نداء الهامش Margin Call في التداول، الذي يشير إلى انخفاض رصيد حساب الهامش إلى الحد الأدنى المطلوب للاحتفاظ بصفقاتك وفي تلك الحالة:
تطالب شركة الوساطة عميلها "المتداول" بضخ المزيد من الأموال في حساب الهامش الخاص به، وذلك لرفع قيمة الرصيد لما يفوق الحد الأدنى المُقرر.
يمكن للمتداول إغلاق بعض الصفقات بهدف الموازنة بين حجم الرصيد المتبقي وقيمة المراكز المفتوحة.
يحق لشركات الوساطة تصفية أي من المراكز المفتوحة (إغلاقها) لاسترداد قيمة المبلغ المقترض، يتم ذلك عادة بعد فترة وجيزة من إصدار نداء الهامش دون حاجة إلى موافقة المتداول.
يتضح مما سبق أن الاعتماد على المارجن في التداول يحمل قدراً من الخطورة لا يمكن إنكاره أو التغافل عنه، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة قابلية إدارتها والتحكم بها وخفض احتمالات التعرض لها إلى الحد الأدنى، يعتمد ذلك بشكل أساسي على فتح حساب لدى إحدى شركات التداول المرخصة الداعمة لعملائها مثل منصة سهم Sahm في السعودية.
تحرص الشركات الكبرى والمميزة على جعل تجربة عملائها أكثر سهولة وأمناً في ذات الوقت، يشمل ذلك توفير الحماية من الرصيد السلبي وإتاحة أدوات تعيين نقاط وقف الخسارة المُسبقة، فضلاً عن توفير منصات متطورة تتيح لهم مراقبة رصيد الهامش ومتابعة مراكزهم المفتوحة لاتخاذ القرارات الصائبة في التوقيت الأمثل لمساعدتهم على اغتنام كل فرصة لتحقيق الربح وتفادي أي احتمال للخسارة.
مزايا التداول بالهامش
يستحوذ التداول من خلال الهامش اليوم على نسبة غير قليلة من إجمالي مُعاملات التداول في السعودية والعالم، يُعد ذلك نتاجاً طبيعياً للطفرة الهائلة التي أحدثها التداول الإلكتروني منذ ظهوره، التي ترجع في الأساس إلى تعدد وتنوع المزايا التي ينفرد بها وأهمها الآتي:
إتاحة الفرصة لبدء التداول من خلال إيداعات صغيرة أو متوسطة.
إمكانية مضاعفة القدرة الشرائية للإيداعات الأولية.
وصول أسهل وأسرع إلى كبرى أسواق المال العربية والعالمية.
توافر العديد من أدوات وأساليب التحوط من المخاطر.
التحكم المطلق في إدارة صفقات التداول عبر المنصات الرقمية.
تعدد مصادر تعلم التداول بالهامش وصولاً للاحتراف.
القدرة على بناء محفظة استثمارية متنوعة الأصول المتداولة.
كيف تختار أفضل منصات التداول بالهامش في السعودية؟
إن ضمان جودة وجدوى تجربة تداول الهامش في السعودية تعتمد أساساً على اختيار منصة التداول، لذا كان من الضروري تحديد مجموعة الأسس والمعايير التي يمكن الاعتماد عليها في المفاضلة بين منصات التداول والمُتمثلة فيما يلي:
التنظيم القانوني: البدء بعملية فحص تراخيص شركات التداول لضمان سلامة وضعها القانوني، يوصى باختيار الشركات المرخصة محلياً في السعودية (CMA) أو تحمل ترخيصاً عالمياً من الفئة الأولى مثل الترخيص البريطاني (FCA).
تكاليف التداول: يُقصد بذلك التعرف على كامل قيمة الرسوم والعمولات التي تتقاضاها شركة الوساطة المالية تحت أي مُسمى؛ إذ أن تلك الرسوم تُقلص القيمة الإجمالية للأرباح المُحققة.
متطلبات الهامش: قبل فتح حسابات المتاجرة بالهامش يجب معرفة متطلبات الهامش ومستوى نداء الهامش المحدد من قبل الوسيط، وذلك لتفادي مواجهة أي متاعب لاحقاً عقب بدء التداول بشكل فعلي من خلاله.
أدوات التداول: يوصى باختيار المنصات المتقدمة التي تتيح أدوات تداول أكثر تنوعاً وفاعلية، تساعد عملائها من خلالها على إدارة المخاطر بشكل أفضل وتحقيق أفضل النتائج المرجوة من خلال تداولاتهم.
ما هي أهم استراتيجيات التداول بالهامش الفعالة؟
تتنوع استراتيجيات التداول ولكل منها ما يميزها من مقومات وخصائص، لكن في المُجمل لا يمكن وصف استراتيجية بعينها أو مجموعة استراتيجيات تداول بأنهم الأفضل، إذ أن الأفضلية تكون نابعة أساساً من فعالية الاستراتيجية في التداول والجدوى الاستثمارية المُحققة منها، وهذين أمرين نسبيين يختلفا من متداول لآخر تبعاً للعديد من المتغيرات.
حدد أصحاب الخبرة مجموعة من العوامل والمعايير التي يجب على كل متداول - بشكل فردي ومستقل - أخذها في الاعتبار للتعرف على استراتيجية التداول الملائمة والأكثر فعالية بالنسبة له، يشمل ذلك ما يلي:
يجب امتلاك أهداف واضحة ومحددة مُراد تحقيقها قبل بدء التداول ومن ثم التعرف على الاستراتيجية المتوافقة مع تلك الأهداف.
يوصى أيضاً بأن تكون أهداف التداول واقعية وفي ذات الوقت قابلة للقياس، إذ يسهل ذلك تقييم النتائج المحققة ومعدل التقدم باتجاه الأهداف.
تختلف استراتيجيات التداول في نواحي عديدة وتطبيق كل منها يتطلب التزامات وأساليب مختلفة؛ لذلك يفضل اختيار استراتيجية تداول متماشية مع أسلوب وشخصية وخبرة المتداول.
يُنصح بأن يكون المتداول مرناً في قراراته وعالماً بأساليب أكثر من استراتيجية، بحيث يمكنه الانتقال من واحدة لأخرى للتماشي مع المستجدات الطارئة وتغيرات اتجاهات السوق.
أياً كان استراتيجية التداول بالهامش المتبعة يجب الاهتمام بوضع خطة محددة لإدارة المخاطر المحتملة وتفعيل أوامر وقف الخسارة.
الأخطاء الشائعة في التداول بالهامش وكيفية تجنبها
بينما نحن بصدد التحدث عن أفضل استراتيجية في الاستثمار يجدر بنا ذكر أن لا توجد استراتيجية مضمونة الربح، إنما الأمر كاملاً يرجع إلى مهارة المتداول وقدرته على إدارة الصفقات بحكمة وفعالية. يقودنا ذلك للإشارة إلى الأخطاء الأكثر شيوعاً في المتاجرة بالهامش التي قد تسبب خسائر فادحة، ومن ثم لابد من الإلمام بها وتجنب السقوط بها وأهمها الآتي:
العشوائية أول عدو للنجاح في أي مجال وتحديداً التداول بكافة أشكاله، لذا لابد من امتلاك خطة كاملة ورؤية واضحة منذ البداية لتجنب التخبط والارتباك أثناء التداول.
التسرع والاندفاع يتسببان أيضاً في العديد من الأخطاء، ينصح الخبراء بالاستفادة من حساب التداول التجريبي والأرصدة الافتراضية في اختبار فعالية استراتيجيات التداول قبل تطبيقها عبر حساب تداول حقيقي.
إهمال عملية إدارة المخاطرة وتعيين نقاط وقف الخسارة قد يؤدي لنتائج وخيمة خاصة عند التداول بالهامش؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى خسارة كامل الرصيد حال تحرك سعر الأصل المتداول في اتجاه مخالف للمتوقع.
التأثر العاطفي قد يدفع المتداولين في كثير من الأحيان لاتخاذ قرارات خاطئة، يمكن تفادي ذلك بالتدريب على تحييد العاطفة أثناء اتخاذ قرارات فتح أو إغلاق المراكز، هذا إلى جانب إمكانية الاعتماد جزئياً على برامج التداول الآلي.
يُضاف إلى كل ما سبق ضرورة أن تكون الآمال والتوقعات منطقية ومعقولة خاصة في البداية لتجنب مشاعر الإحباط، والعلم بأن النجاح في التداول هو عملية تراكمية طويلة الأمد، يتحقق من خلال الخبرة والمهارة وكلاهما يتم اكتسابه بشكل تدريجي من خلال التجربة، وإن العامل المشترك الأبرز بين كبار المتداولين اليوم هو أن جميعهم بدأوا صغاراً ثم نمت استثماراتهم رويداً رويداً.
ما هي الفروقات الرئيسية بين التداول بالهامش والتداول التقليدي؟
ينفرد التداول عبر الهامش بالعديد من الخصائص والمزايا التي محته التفرد وضمنت له التفوق على نظيره التقليدي، كما كانت سبباً وراء تحوله إلى الخيار الأول لقطاع كبير من المتداولين حول العالم. يمكن إيجاز أبرز الفروقات بين نمطي التداول فيما يلي:
التداول بالهامش | التداول التقليدي | |
رأس المال | رأس مال جزئي (الهامش) | كامل لشراء الأصل |
الإيداع الأولي | في متوسط 500 دولاراً فقط | يتطلب رؤوس أموال كبيرة |
الرافعة المالية | متاحة | غير متاحة |
العائد المتوقع | مرتفع بفضل تمويل الوسيط للنسبة الأكبر من الاستثمار | محدود نسبة لحجم رأس المال المُستثمر |
نداء الهامش | يتطلب إيداع مزيد من الأموال حال تراجع سعر الأصل المتداول | لا وجود لنداء الهامش |
أفضل منصات في التداول بالهامش بالسعودية
أوضحنا سابقاً المعايير العامة لأفضل منصات تداول الهامش، والتي تُفسر سر الانتشار الواسع والسريع الذي حققته منصة سهم Sahm، التي حازت ثقة الكثير من المتداولين خلال فترة قصيرة نسبياً وأصبحت الخيار الأول للعديد من متداولي السعودية؛ نظراً لأنها وسيط مالي مُنظم قانوناً ومرخص من هيئة السوق المالية السعودية، تأسست لتقدم تجربة تداول استثنائية قائمة على أحدث التقنيات وأعلى المعايير العالمية ومُصممة بما يتناسب تماماً مع متطلبات وتطلعات المتداول السعودي بشكل خاص.
تساعد منصة سهم عملائها على التطور والارتقاء بمستوى نتائجهم من خلال توفير قسماً تعليمياً، كما تتيح تداول الهامش لفئات عديدة من الأدوات المالية المُدرجة في السوق السعودية الرئيسية أو السوق الموازية (نمو) على السواء، بجانب الوصول إلى الأسهم الحلال في السوق الأمريكي، لتُمكن المتداول من تنويع استثماراته لمضاعفة فرصه في تحقيق الربح وزيادة قدرته على التحوط تجاه المخاطر.
تمتد قائمة منصات التداول بالهامش في السعودية لتشمل العديد من الشركات العالمية، التي تقدم خدماتها في منطقة الشرق الأوسط ويمكن لمتداولي السعودية الاستفادة منها. تحمل هذه الشركات ترخيصاً أو أكثر من أهم الهيئات الرقابية في أسواق المال العالمية والعربية، كما كانت ولا تزال موضع ثقة موضع ثقة ملايين المتداولين من مختلف الجنسيات على مدار سنوات نشاطها.
هل تريد المساعدة لبدء التداول؟
كان تداول الهامش مدخل الملايين إلى عالم الاستثمار وبلوغ حلم الاستقلال المالي، إن كنت ترغب في اللحاق بهم فأنت حيث يجب أن تكون؛ حيث تفصلك نقرة واحدة عن تحقيق غايتك وبدء رحلتك الخاصة في عالم التداول. يتواجد خبراء موقع "ثقة" دائماً لمساندتك وتقديم الدعم الذي تحتاج إليه من أجل تجربة تداول خاصة واستثنائية كأنها صُممت خصيصاً لأجلك.
تواصل معنا الآن لإجابة كل سؤال لديك حول تداولات الهامش، بجانب تقديم خدمات استشارية حول أفضل منصات تداول المارجن المرخصة والموثوقة، التي تتوافق خصائص حسابات التداول المتاحة منها ومتطلبات فتحها مع مستوى خبرتك وحجم استثمارك وأهدافك الخاصة من التداول.
استشارة عبر الواتس-آب
تقدم بطلب استشارة مجانية بشكل مضمون من خلال التواصل مع فريق عمل موقع ثقة. تواصل معنا الآن
شارك بتعليق