تسمح الرافعة المالية للمُتداولين بمُضاعفة قوتهم الشرائية بأموال مُقترضة، لكنها تُثير تساؤُلات حول شرعيتها في الإسلام، فهل الرافعة المالية حرام؟ في هذا المقال، نستعرض الحُكم الشرعي للرافعة المالية بناءً على اَراء الفُقهاء والمُختصين.
ملخص المقال
- الرافعة المالية أداة تسمح للمُستثمرين أن يدخلوا صفقات بمبالغ تَفُوق رأس مالهم الفِعلي.
- اتفقت المؤسسات الفقهية على تَحريم استخدام الرافِعة المالية، وذلك لأنها تُعتَبَر قرضًا يُحقق المنفعة للوسيط، مما يَجعلها تَندرج تحت الربا المُحرَم شرعًا.
- هُناك أصول لا يُمكن تداوُلها بدون رافعة مالية مثل الفوركس، الذي يتطلب رأس مال كبير لتحقيق الأرباح.
- رُسوم التَبييت هي التَكاليف التي يَتِم فرضها في حال الاحتفاظ بصفقة فوركس مفتوحة طوال الليل
- الرافعة المالية 1:1 يعني يعني انه لا يحصُل أي إقراض أو مُضاعفة في رأس المال عند فتح الصفقات. مما يعني ان الرافعة المالية 1:1 حلال.
الرافعة المالية بحد ذاتها ليست قرضًا ربويًا، علمًا أن مصطلح الربا هو الزيادة المخصوصة لأحد الطرفين في المعاملات المالية التي تتم بينهما.
ما آلية عمل الرافعة المالية؟
تُستخدم الرافعة المالية على نِطاق واسع في عالم الأسواق المالية، وهي أداة تسمح للمُستثمرين بأن يدخلوا صفقات بمبالغ تَفُوق رأس مالهم الفِعلي. تعتمد اَلية عمل الرافعة المالية على ما يُعرف بالهامش وهو المَبلغ الذي يقوم المُستثمر بإيداعه رهنًا للحصُول على تَمويل أكبر. على سبيل المثال، إذا أودع مُستَثمِر 1,000 دولار وقام باستخدام الرافعة المالية بنسبة 1:10، فهذا يعني انه يستطيع التداوُل بـ 10,000 دولار، إذا ارتفعت الصفقة سيُحقق أرباحًا مُضاعفة مُقارنة بالاستثمار دون رافعة، لكن إذا انخفضت فإنه سيخسر أيضًا بنسبة مُضاعَفة ما قد يؤدي، في أسوأ الأحوال، إلى تصفية حسابه في حال لم يَكُن لديه هامش كافٍ لتغطية الخسائر، لذلك فإن الرافعة المالية يُمكن أن تزيد احتمالات الخسارة كما تَزيد من إمكانيات الربح.
وتعتبر الرافعة المالية من الأدوات التي عليها جَدل وخِلاف فيما يتعلق بحُكمِها الشرعي، حيث يتبادر دائمًا سؤال "هل الرافعة المالية حلال أم حرام؟". ويرتبط الجواب بشكل وثيق بآلية عمل هذه الخاصية، ودورها في التداول. يذهب بعض الفُقهاء إلى اعتبارها مُحَرَّمة في حال تَضَمَّنَت فوائِد رَبَوِيّة أو عقودًا غير شَرعية مثل البيع وتحمُل المخاطر قبل الامتلاك الفعلي، في حين يرى اَخرُون أن الرافِعة المالية قد تكون جائزة إذا لم تتضمن الفوائد الربوية وكان هُناك التزام شرعي بإدارة المخاطر.
ما حكم الرافعة المالية في الإسلام؟
اتفقت المؤسسات الفقهية على تَحريم استخدام الرافِعة المالية، لأنها تُعتَبَر قرضًا يُحقق المنفعة للوسيط، مما يَجعلها تَندرج تحت الربا المُحرَم شرعًا. علاوةً على ذلك، تعتمد هذه الأداة على بيع ما لا يَملكُه المُتداول بشكلٍ فعلي، الأمر الذي يُعتبر معيارًا أساسيًا في تحريمها.
إليكُم الاَراء والفتاوى الصادرة عن كُبرى المؤسسات والهيئات التشريعية حول حُكم الرافعة المالية، حيثُ أجابت عن أسئلة هل الرافعة المالية حرام؟.
مُجمع الفقه الإسلامي
أقَر مُجمع الفقه الإسلامي بتحريم المُتاجرة بالرافعة المالية لما تتضمنه من محاذير شرعية، كالربا وإبقاء العُقود مرهونة لدى الوسيط مما يوقع المُتداول في التزام غير مَشروع، إضافة إلى اعتمادها على مخاطرة عالية يجعلها أقرب إلى المُقامرة.
يمكن الوصول إلى قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم: 102 (1/18) بشأن المتاجرة بالهامش، من هنا.
دار الافتاء العام الأُردنية
أجابت دار الإفتاء العام الأردنية على سؤال " هل الرافعة المالية قرض" حيثُ أقرت بوضوح أن الرافعة المالية تُعتَبَر قرضًا، يستفيد الوسيط منها عبر العمولات على التداوُلات ما يجعل منها قروض تَجُر منفعة وهي مُحرَمة تِبعًا للفقه الإسلامي على اعتبارها ربا وفقًا للحديث الشريف "كل قرض جَرَ نَفعًا فهُو ربا".
يمكن الوصول إلى الفتوى من موقع دار الافتاء العام في الأردُن.
دراسة فقهية - جامعة الأزهر
خَلَصَت دراسة قامت بها جامعة الأزهر إلى تحريم الرافعة المالية عند اقترانها بالاقتراض وجوازها بشرط رهن محل الصفقة مع عدم دفع عمٌولات على التمويل أو التَبييت.
يمكن الوصول إلى هذه الدراسة من موقع جامعة الأزهر.
ما الضوابط الشرعية للتداول في الإسلام؟
هُناك شُروط أساسية لا بُد من الالتزام بها لضمان توافُق التداوُل مع أحكام الشريعة الإسلامية. وتشمل
إلغاء الفوائد الربوية: يُمنع فرض أي فوائد على الصفقات المَفتُوحة، حيثُ يجب أن تكون حسابات التداوُل خالية من أي رسوم تمثل شكلًا من أشكال الربا، الأمر الذي يُجيب على سؤال متى تكون الرافعة المالية حلال؟ حيثُ انه لا يمكن أن تكون، نظراً لأن الرافعة المالية تتعارض في جوانب عديدة مع الضوابط الشرعية للتداول وأهمها الربا.
التقابُض الفوري: يجب تنفيذ المُعاملات على الفور خصوصًا في تداول العملات والسلع مثل الذهب والفضة وتجنب الغرر أو التأجيل الذي قد يؤدي إلى الظُلم.
تجنُب الميسر والمُضاربة العشوائية: التداول الذي يعتمد على المُضاربة المُفرطة والحظ محظور إسلاميًا.
شرعية الأصول المُتداوِلة: لا يَجوز تداوُل السلع أو الأصول المُحرمة مثل المنتجات التي تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
التَحقُق من التزام الشركات بالشريعة: لا بُد من التأكُد من أن الشركة التي يتم الاستثمار فيها لا تُمارس أنشطة مُحَرَمة.
الوضُوح والشفافية: يَجب أن تكون جميع شُروط التداوُل واضحة لكُل من المُتداول والوسيط بما في ذلك الفروقات السعرية والرسوم المُحتملة والعُمُولات.
الالتزام بالأخلاق والعدالة: يجب أن يكون التداوُل خاليًا من التلاعُب والاستغلال وقائمًا على مبادئ النزاهة.
هل يمكن التداول بدون رافعة مالية؟
نعم، يُمكن التداول بدون استخدام الرافعة المالية عبر شركات الوَساطة التي تُتيج هذه الميزة. إلا أن مُعظم هذه الشركات تجعل التداوُل بدون رافعة مالية مُقتصرًا على مجموعة من الأصول المالية مثل الأسهم، والعملات الرقمية.
ونظرًا لتساؤل الكثير من المُستَثمرين عن حكم التداول بدون رافعة مالية من الناحية الشرعية، الذي يُعتَبَر أكثر توافقًا مع مبادئ الشريعة الإسلامية، هُناك شركات تُقَدِم خدمة التداول بدون رافعة مالية، يمكن فتح حساب فيها ثم التواصل مَع الدَعم الفَني لتَفعيل التَداوُل بدون رافِعة مالية أو اختيار خيار الرافعة 1:1 في منصة التداوُل إذا كان مُتاحًا.
هل التداول بدون رافعة مالية مربح؟
نعم، يُمكن تحقيق الربح من التداول بدون رافعة مالية، لكنه يعتمد بشكل أساسي على حجم رأس المال والأصل المالي، فالأسهم مثلًا تُعد من أكثر الأدوات المُناسبة لهذا النوع من التداوُل، إذ يُمكن شراؤها بأسعار مُتفاوتة، كما يُمكنِ الاستثمار في الذَهب إذا كان رأس المال يَسمَح بذلك.
ولكن، من الناحية الأخرى هُناك أصول لا يُمكن تداوُلها بدون رافعة مالية مثل الفوركس، الذي يتطلب رأس مال كبير لتحقيق الأرباح، الأمر الذي يجعل التداول بدون رافعة مالية مُقتصرًا على مجموعة مُحددة من الأصول.
أفضل شركات التداول بدون رافعة مالية
يبحث العديد من المُتداولين عن أفضل شركات التداوُل بدون رافعة مالية لتَجنُب المخاطر التي قد تنجُم عن استخدامها، خاصةً في الأسواق المُتقلبة. حيثُ يُتيح التداوُل بدون رافِعة مالية أحيانًا فُرصة امتلاك الأصول المالية بشكل مُباشر، مما يُوفر استثمارًا أكثر استقرارًا وأقل عُرضة للمخاطر.
هل تريد المساعدة في بدء التداول؟
هل تُريد أن تبدأ التداوُل بأمان وثقة؟ نحنُ في منصة ثقة نُوفر لك كُل ما تحتاجه من استشارات استنادًا لمُراجعات موثوقة وتحليلات دقيقة، تواصل معنا عبر واتساب للحصول على استشارة مجانية!
استشارة عبر الواتس-آب
تقدم بطلب استشارة مجانية بشكل مضمون من خلال التواصل مع فريق عمل موقع ثقة. تواصل معنا الآن
شارك بتعليق
التعليقات
اخي محمد، سوف نحاول ان نقوم بدعم المقال بفتاوي رسمية من قبل الهيئات المختصة.