كثيراً ما تجد معظم المستثمرين الجدد في الأسواق المالية يملؤهم التساؤل حول إن كان تداول الأسهم مربح أم أنه لا يستحق خوض المغامرة والمخاطرة الواردة في هذا الاستثمار. بلا شك هو تساؤل بديهي لأي مستثمر حيث أن عوائد الاستثمار في الأسهم لمستثمر يفكر بدخوله ستكون الحكم والحافز الذي يحسم قراره بالبدء وفتح حساب تداول مع واحدةٍ من شركات تداول الأسهم.
هل تداول الاسهم مربح؟ يأتي هذا السؤال في صدارة الأسئلة الأكثر شيوعاً بين الراغبين في الاستثمار وتنمية رؤوس أموالهم من خلال التداول كما هو الحال بالتساؤل حول إن كانت المضاربة في الأسهم مربحة أم لا، يمكن إيجاز الإجابة على ذلك السؤال في قولنا بأن أسهم الشركات كانت على مر العصور مصدر جذب للمستثمرين، قد تمكنت من الاحتفاظ بتلك المكانة حتى وقتنا الحالي، بل أن حجم الإقبال عليها شهد تزايداً هائلاً عقب انتشار آليات التداول عبر الإنترنت التي جعلت الوصول إلى البورصات العالمية أكثر سهولة ومتاحاً للجميع على اختلاف مستويات خبراتهم وحجم رؤوس أموالهم.
شرح طريقة تداول الأسهم
قبل التطرق إلى إجابة سؤال هل يعتبر تداول الاسهم مشروع واستثمار مربح أم لا، ربما علينا التساؤل أولاً عن كيفية أو طريقة تداول الأسهم بالأساس، فيما مضى كان يتم الأمر من خلال وسطاء البورصة بحيث ينوبون عن المستثمر في امتلاك الأسهم بشكل مادي أو الاستحواذ على حصة فعلية في شركة ما، يتم الاحتفاظ بالأسهم لفترة ثم يُعاد بيعها عند ارتفاع السعر أو تحقيق عائد من خلال توزيعات الأرباح.
عانى هذا النمط التقليدي من مشاكل عديدة أولها صعوبة الاستفادة من التغير المفاجئ والتقلب السريع في أسعار بعض الأسهم، حيث كان سير عملية التداول بطئ للغاية، فضلاً عن أن السماسرة يتقاضون نسباً مرتفعة من العائدات مما يؤثر سلباً على الأرباح الفعلية المُحققة، ثم جاء التداول عبر الإنترنت ليتفادى كل هذه العيوب ويضيف إليها الكثير من المزايا، خاصة أن تداول الأسهم عبر المنصات الرقمية يتخذ عدة أشكال أو بالأحرى عدة آليات.
التداول المباشر للأسهم
يُعرف أيضاً بمُسمى التداول اليومي للأسهم عبر الإنترنت وكما يتضح من مُسماه فإنه يتم من خلال فتح وإغلاق الصفقات خلال نفس اليوم، ويعتبر التداول اليومي أحد أكثر الاستراتيجيات شيوعاً ويعتمد بصورة كاملة على التذبذبات أو التحركات الطارئة على الأصول المالية الرائجة ومنها العديد من الأسهم، يحمل هذا النوع من الاستراتيجيات العديد من المزايا أبرزها:
تحقيق عائدات مرتفعة عند الاعتماد على أقصى رافعة مالية.
تجنب رسوم إبقاء الصفقات مفتوحة (عمولة التبييت).
الاعتماد على قياس النطاق السعري اليومي.
يشار إلى أن ما سبق يُعرف أيضاً باسم استراتيجية التداول قصير الآجل، بينما يفضل بعض المتداولين الآخرين تداول الأسهم بشكل مباشرة (بيع \ شراء) لكن من خلال استراتيجيات مختلفة من الناحية الزمنية والتي تتطلب منهم الاحتفاظ بالأسهم وإبقاء صفقاتهم مفتوحة لفترات أطول وهو ما يُشار إليه بمُسمى التداول متوسط الأجل والتداول طويل الأجل.
عقود المشتقات المالية
تمثل عقود المشتقات المالية نمطاً آخر من أنماط تداول الأسهم عبر الإنترنت، تتسم أنواع عقود التداول بالتعدد والتنوع ولكن يبقى القاسم المشترك الأبرز بينها أن جميعها تختص بعقد صفقة تداول (بيع أو شراء) في تاريخ مستقبلي (تاريخ الاستحقاق) بموجب سعر تم تحديده بشكل مُسبق (حجم العقد)، لكن بطبيعة الحال كل نوع منها لها ما يميزه عن غيره من خصائص وتشمل تلك العقود ما يلي:
العقود المستقبلية
العقود الآجلة
عقود مقابل الفروقات CFD
عقود الخيارات
طريقة حساب عوائد الاستثمار في الأسهم
يمكن القول بأن سؤال: ما هي طريقة حساب عوائد الاستثمار في الأسهم؟ سؤالاً مطاطياً نوعاً ما وذلك لأن ربحية الأسهم تتخذ عدة أشكال، أو بالأحرى يمكن احتساب قيمة عوائد الأسهم المُحتملة بأكثر من منظور وذلك على النحو الآتي:
ربحية اقتناء السهم: يُعرف أيضاً باسم عائد الاقتناء ويُرمز له (HPR) ويُحسب بإيجاد قيمة الفارق الناتج بين السعر الحالي والسعر السابق للسهم بعد إضافة التوزيعات النقدية المُسلمة.
ربح سهم الشركة: يحمل الرمز (EPS) ويُعرّف بأنه قيمة صافي الدخل مقسوماً على عدد أسهم الشركة.
الربح غير المحقق: يشار إليه بمصطلح Unrealized P/L ويُمكن حسابه ببساطة فهو عبارة عن الفرق بين السعر الحالي وقيمة تكلفة شراء السهم.
الربح المحقق: يشار إليه بمصطلح Realizer P/L وهو الفارق الناتج عن طرح سعر البيع من سعر الشراء مُضافاً إليه قيمة العمولات.
يمكن من خلال آليات الحساب المُشار إليها سلفاً إجابة سؤال هل تداول الاسهم مربح؟، بل إنها الوسيلة المثلى التي يتبعها المتداول المحترف لتحديد أفضل شركة لشراء أسهم فيها وكذا يعتمد عليها في توقع تحركات الأسعار إلى جانب أدوات التحليل. ننوه أيضاً إلى أن بعض شركات التداول الكبرى تعين عملائها على احتساب ربحية الأسهم أو عوائد الاستثمار المُحتملة، ذلك من خلال توفير أدوات حسابية متطورة صُممت خصيصاً لهذا الغرض.
ما هو أقل مبلغ لدخول الأسهم؟
ترتبط طريقة تداول الأسهم في أذهان البعض برؤوس الأموال الكبيرة وأحياناً الضخمة، ذلك لأن أسعار أسهم الشركات الكبرى -مثل مجموعة شركات مؤشر Nasdaq الأمريكي- تكون مرتفعة بصورة كبيرة؛ حيث قد تُقدر قيمة السهم الواحد بمئات الدولارات، وعلى المستثمر في تلك الحالة امتلاك أكبر قدر ممكن من تلك الأسهم لضمان أن يكون الأمر مجدياً، وبطبيعة الحال يُضاعف ذلك من حجم المجازفة في حال تحرك السوق في اتجاه مُعاكس للمرغوب أي هبوط سعر السهم.
النبأ السار أن كل هذا صار من الماضي وساهم التداول عبر الإنترنت -الأكثر تقدماً وتطوراً- في انقلاب الأمر إلى نقيضه؛ حيث أصبح بالإمكان الدخول إلى عالم الأسهم من خلال إيداعات بسيطة في متوسط 100 دولار أمريكي فقط، تُمثل متوسط الحد الأدنى لفتح حسابات التداول لدى أغلب شركات التداول الموثوقة، يرجع ذلك إلى عِدة أسباب:
التداول عبر الإنترنت يعتمد على تداول قيمة الأسهم دون امتلاكها بشكل فعلي.
خاصية الرافعة المالية التي ينفرد ويتفرد بها التداول عبر الإنترنت عن نظيره التقليدي.
تعدد طرق وآليات تداول الأسهم عبر الإنترنت.
فوائد دخول المبتدئين تداول الأسهم بمبلغ بسيط
بعد التساؤل الأول الذي سبق بخصوص هل تداول الأسهم يعتبر مربحاً أم لا، يأتي ثاني أكثر الأسئلة شيوعاً وهو التساؤل حول قيمة المبلغ الذي يمكن بدء التداول من خلاله، يتحمس البعض للأمر ويفضلون البدء بإيداعات مرتفعة نسبياً اعتقاداً بأن هذا يزيد فرصهم في جني أرباح أكبر وأسرع، إلا أن ذلك الأمر يُناقض نصائح تداول الأسهم للمبتدئين المُقدمة من ذوي الخبرة، والتي يأتي في مقدمتها ضرورة البدء من خلال مبالغ بسيطة وذلك لعِدة أسباب:
المجازفة بكامل قيمة رأس المال في الأساس خطأ فادح وشائع بين المبتدئين.
المبالغ البسيطة تعينك على تحقيق أرباح جيدة وفي ذات الوقت تحميك من الخسائر الكبيرة.
الحد من حجم الأضرار التي قد تتعرض لها نتيجة نقص الخبرة.
يمكن اعتبار الأمر بمثابة تجربة عملية للتداول بهدف تنمية المهارات واكتساب الخبرة.
زيادة حجم الاستثمار بصورة تدريجية بما يتناسب مع حجم الخبرة أمر إيجابي.
المبلغ المناسب لاستثمار مجدي ومربح في الأسهم
أشرنا سلفاً إلى أن منصات تداول الأسهم عبر الإنترنت جعلت الربح من أسهم الشركات أمراً متاحاً للجميع، وبالتالي هو الخيار الأمثل للباحثين عن فرصة الاستثمار في البورصة بمبالغ بسيطة، حيث يمكن البدء من خلال الحد الأدنى المُقرر لفتح الحسابات الذي يترواح ما بين 50 : 100 دولار أمريكي، والأهم أن هذا لن يُقلص من فرص المستثمر في خوض تجربة مُجدية ومُثمرة وجنى عائدات جيدة من خلالها، وكلمة السر في هذا الصدد هي "الرافعة المالية".
يمكن اختصار مفهوم الرافعة المالية في كونها أداة أو خاصية -متاحة فقط من خلال التداول عبر الإنترنت- تُمكن المتداول من مضاعفة القيمة الشرائية لرأس المال دون تكبد أن نفقات إضافية بصورة فعلية، الأمر الذي يُمكنه من فتح مراكز بيع وشراء للأصول المالية بمبالغ أكبر وفي المقابل تتضاعف قيمة الأرباح المُحتمل تحقيقها، مثال ذلك:
100 دولار (رأس المال) × 500 (قيمة الرافعة المالية) = 50.000 دولار أمريكي (القوة الشرائية).
يجب التنويه هنا إلى أن الرافعة المالية سلاح ذو حدين، حيث أنها تضاعف الأرباح في حالة تحرك السوق في الاتجاهات المرغوبة أو المتوقعة، بينما قد تقود إلى نتائج مُغايرة حال كان تحرك السوق في اتجاهات معاكسة للمتوقع، لكن لا داعي للقلق فهناك بعض الأمور التي يمكن من خلالها ضمان إبقاء الأمور تحت سيطرتك وأهمها:
اختيار الوسيط الذي يتيح خيار الرافعة المالية المرنة.
تفعيل الحماية من الرصيد السلبي.
اتخاذ إجراءات التحوط من المخاطر.
عدم عقد الصفقات إلا في ضوء نتائج التحليل الفني الدقيقة.
جعل الاستثمارات متنوعة بقدر ما وعدم اقتصارها على سهم بعينه فقط.
أفضل شركات تداول الأسهم عبر الإنترنت؟
يتسائل الكثيرون هل تداول الاسهم مربح؟ بينما السؤال الأهم ما هي العوامل والمقومات التي تضمن تحقيق هذا الربح؟، وفي مقدمتها بطبيعة الحال اختيار شركات التداول المناسبة لفتح حساب من خلالها، والذي يتم بناءً على معايير محددة على رأسها أن تكون الشركة مرخصة من الجهات الرقابية في أسواق المال، بالإضافة إلى النظر إلى مدى جودة الخدمات المتاحة من خلالها، مثل نوع منصات التداول التي توفرها ومدى فاعلية خدمات الدعم المقدمة منها.
يرصد موقع ثقة عبر الجدول التالي قائمة بأهم شركات التداول المرخصة والموصى بها، التي حظيت على مدار سنوات نشاطها بثقة مئات آلاف المتداولين حول العالم.
هل الاستثمار الشهري في الأسهم مربح؟
يقصد بعض المستثمرين بسؤال هل تداول الاسهم مربح؟ التعرف على مدى فاعلية نوع بعينه أو استراتيجية محددة من التداول، مثال ذلك الاستثمار الشهري في الأسهم، والإجابة دوماً هي كافة طرق تداول الأسهم مربحة ولكن الاختلاف بينها يكمن في القيمة المتوقعة لحجم العائدات المُحققة من خلالها.
يرى الكثير من المحللين والمحترفي نفي أسواق المال أن الاستثمار الشهري خيار جيد، حيث أنه يقع في منطقة وسطى ما بين التداول اليومي الذي يحقق أرباحاً مرتفعة في الغالب لكنه أيضاً ينطوي على مجازفة كبيرة، خاصة في ظل الاعتماد على أقصى حد للرافعة المالية، وبين التداول طويل الأجل الذي يغلب عليه الطابع الحذر.
الاستثمار في الأسهم طويل الأجل آمن لكن هل هو مربح؟
يُعد الأمان عنصراً أساسياً ضمن أي معادلة استثمارية ولا يمكن بأي حال الإغفال عنه، بل أن بعض المستثمرين يضعونه في مرتبة متقدمة على الربح وفي الغالب يتجه هؤلاء إلى تداول الأسهم والأصول المالية بشكل عام من خلال الاستراتيجيات طويلة الأجل. يحقق التداول طويل الآجل أرباحاً أقل خاصة إذا ما تمت مقارنته بالتداول اليومي لكنه في النهاية يظل مربحاً.
تمنح استراتيجية التداول طويل الآجل المتداولين قدرة أكبر على إدارة المخاطر توفر لهم مستوى أعلى من الحماية من التقلبات المفاجأة في تحركات الأسعار واتجاهات السوق، تعتمد هذه الاستراتيجية بصورة كاملة على قدرة المتداول على استخدام أدوات التحليل الأساسي.
هل تحتاج مساعدة للدخول إلى عالم تداول الأسهم؟
أجبنا من خلال الفقرات السابقة على سؤال هل تداول الاسهم مربح؟ والآن حان الوقت الفعلي في للالتحاق بالركب والانضمام إلى ملايين المستثمرين حول العالم والبدء في تحقيق الأرباح المأمولة، لكن عادة ما يمتلك المتداولين الكثير من التساؤلات والاستفسارات ولهذا تحديداً نحن هنا، ولا يفصلك عن تلقي الإجابات والدعم الذي تحتاجه سوى ضغطة واحدة على أيقونة "تواصل معنا".
يتيح لك هذا الخيار التواصل بصورة مباشرة عبر تطبيق "WhatsApp" مع أحد ممثلي موقع ثقة، الذي سوف يجيب أسئلتك حول كل ما يتعلق بعملية تداول الأسهم عبر الإنترنت، بجانب حمايتك من السقوط في فخ شركات التداول النصابة وإرشادك إلى أفضل الخيارات المتاحة أمامك في ضوء الفهم الكامل والعميق لمتطلباتك واحتياجاتك.
استشارة عبر الواتس-آب
تقدم بطلب استشارة مجانية بشكل مضمون من خلال التواصل مع فريق عمل موقع ثقة. تواصل معنا الآن
شارك بتعليق