كيفية وضع خطة تداول ناجحة للأسواق المالية

أحمد مكري
تم التحديث بتاريخ 2024-03-20
badgecheckمقال موثق

يعد الدخول إلى أسواق المال وتداول الأصول المالية المدرجة به فرصة ذهبية لجني العوائد المالية، إلا أن النجاح في أسواق المال لا يتحقق مصادفة أو من خلال ضربات الحظ الخاطفة، فالفوضى لا تؤدي في النهاية إلا للمزيد من الفوضى، يعني ذلك أن لابد من امتلاك المتداول هدفاً محدداً وكذلك خطة واضحة تقوده إلى تحقيقه.

يعتبر التخطيط السليم هو الأساس الذي تقوم عليه عملية التداول بصفة عامة وهو الضمان الأول لتحقيق النتائج المرجوة من خلالها، نستنتج مما سبق أن سؤال كيف تجهز خطة تداول ناجحة هو أهم الأسئلة الواجب طرحها قبل دخول سوق المال، ويقدم موقع "ثقة" فيما يلي إجابة كاملة ومفصلة عليه.

ما هي خطة التداول الناجحة؟ وما الهدف منها؟

قبل التطرق لإجابة سؤال كيف تجهز خطة تداول ناجحة علينا التساؤل حول مفهوم خطة التداول والغاية منها؛ إذ يخلط البعض أحياناً بين التخطيط للتداول وبين الاستعداد للتداول، بمعنى أن حضور الدروس التعليمية أو البحث عن أفضل شركات التداول مع سبريد منخفض وكل تلك الأمور تعد جزءاً من الاستعداد لبدء التداول بشكل فعلي.

أما خطة التداول الناجحة فهي أشبه بخارطة طريق واضحة المعالم، تتكون من الخطوات الرئيسية الواجب اتباعها لبلوغ الهدف وهو تحقيق الربح اليومي أو الشهري من التداول تبعاً للاستراتيجية المتبعة، توجد مجموعة من السمات أو الاشتراطات الواجب توافرها في خطط التداول وأهمها:

  • تتسم خطة التداول الناجحة بأنها فردية وخاصة ومستقلة، يُقصد بذلك أن على كل متداول إعداد خطته بنفسه بما يتوافق مع قدراته وأساليبه وأهدافه.

  • يجب أن تتضمن الخطة إشارات ثابتة وواضحة غير قابلة للتغيير أثناء إجراء مُعاملات التداول على أي من الأصول المالية.

  • تتسم الخطط بقدر من المرونة يسمح بإعادة تقييمها خارج أوقات عمل السوق ومن ثم العمل على تحسينها وتطويرها.

كيفية تجهيز خطة تداول ناجحة

تتسم خطة التداول الناجحة بالتفرد والاستقلالية - كما أشرنا سابقاً - وبالتالي من المستبعد إيجاد خطتين متطابقتين للتداول؛ إذ يجب على المتداول وضع الخطة بما يتناسب مع استراتيجيات الاستثمار المُتبعة وبما يتوافق مع قدرته على تحمل المخاطر. نعرض فيما يلي المقومات الأساسية التي تتكون منها كل خطة تداول قوية أو بصيغة أخرى النهج المتبع في تجهيز خطط تداول ناجحة.

تقييم مهارة المتداول 

نبدأ دائماً من حيث نقف ونواصل من حيث انتهينا، يُعني ذلك أن البداية تكون دائماً بتحديد أين تقف في تلك اللحظة تحديداً؟ ما المستوى الذي بلغته وإيلام يؤهلك؟. يمكن للمستثمر استغلال حساب التداول التجريبي في تقييم قدرته على إدارة صفقات التداول والتأكد من أن استراتيجيته ستكون ذات فعالية في السوق الحيّ.

تجدر الإشارة إن عملية التقييم - رغم أن الكثيرين يهملونها - تعد جزءاً أصيلاً من بناء خطة التداول، إذ أثبتت العديد من التجارب أن الحجم الأكبر من الخسائر المادية في التداول ينتج أساساً عن المجازفات غير المحسوبة أو الافتقار للخبرة وعدم الاستعداد الكافي للتداول الحقيقي.

الاستعداد النفسي للتداول

تقوم معاملات التداول عبر الإنترنت في مُجملها على اتخاذ مجموعة متتالية من القرارات الحاسمة وأحياناً السريعة، بناءً على ذلك فإن احتمالية تأثير العامل النفسي على تلك القرارات يشكل خطراً كبيراً ويهدد بتكبد خسائر فادحة؛ لذا ينصح أصحاب الخبرة بعدم الدخول إلى السوق إلا إذا كان المتداول مستعداً ذهنياً ونفسياً لخوض تلك المنافسات الشرسة.

يوصى بضرورة الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم المستقر، يُنصح كذلك بتجنب القيام بأي صفقات في الأيام المشحونة التي يواجه المتداول خلالها ضغوطاً نفسية أو يمر بأوقات عصبية، يفضل إلى جانب هذا وذاك أن تكون منطقة العمل الخاصة بالمتداول هادئة وخالية من المشتتات التي قد تُصرف انتباهه عن هدفه الأساسي.

تعيين مستوى المجازفات 

أحد أهم ركائز تجهيز خطة تداول ناجحة يتمثل في تحديد مقدار المخاطرة التي يمكن تحملها، يُعني ذلك تحديد بشكل واضحة القيمة التي يمكن المجازفة بها من رصيد المحفظة خلال صفقة تداول واحدة، شرط أن يكون المتداول قادراً على قبول وتحمل خسارة تلك القيمة والاستمرار في التداول باليوم التالي.

يختلف مقدار المال الذي يمكن المخاطرة به في المرة الواحدة من متداول لآخر، يعتمد ذلك على عِدة متغيرات مثل حجم رأس المال الكلي وأسلوب التداول المُتبع، لكن في المُجمل تتراوح نسبة المخاطرة في المعتاد ما بين 1% : 5% من إجمالي رصيد حساب التداول الحقيقي.

اجعل أهدافك واقعية

إن الطموح بلا جدال أمر إيجابي ولكنه قد يتحول إلى عائق إذا تخطى حدود المنطق وتحول إلى تطلعات وهمية، لذا يجب وضع أهداف واقعية فيما يتعلق بحجم الربح ونسبة المخاطرة قبل الدخول إلى أي صفقة. إن كنت تخطط - على سبيل المثال - لتحقيق الربح من بيع وشراء الأسهم فإن قطاع كبير من محترفي التداول يفضلون أن تكون احتمالات الربح في تلك الحالة تزيد بمقدار 3 أضعاف عن احتمالات الخسارة.

يُقصد مما سبق إن إذا تم تعيين نقاط وقف الخسارة عن حدّ 1 دولار للسهم فيُفضل تعيين نقاط جني الأرباح عند 3 دولارات، يرى أصحاب الخبرة أن على المتداول أثناء تجهيز خطة التداول تحديد الأرباح التي يسعى لتحقيقها بشكل أسبوعي أو شهري أو سنوي، يمكنه الرجوع إليها دائماً وإعادة تقييمها وتعديلها تبعاً لمتغيرات السوق. 

توقيتات الدخول والخروج 

تُشكل قواعد الخروج والدخول من وإلى الصفقات أهم مقومات بناء خطة تداول ناجحة، لذا يفضل بدء التداول من خلال منصات التداول العربية أو العالمية الرائدة والموثوقة، التي توفر لمستخدميها أدوات تحليل فعالة ورسوم بيانية حيّة يمكنهم استغلالها في التعرف على مستويات الدعم والمقاومة  ومن ثم التعرف على أفضل توقيت للدخول والخروج.

  • الدخول: يُقصد بذلك تحديد التوقيت الأمثل لفتح مركز شراء لأداة مالية معينة، يمكن للمتداول تعيينها بشكل مسبق من خلال تحديد المعايير الواجب توافرها من أجل التنفيذ التلقائي لأمر الشراء.

  • الخروج: هذا أمر بالغ الأهمية ويتم الخروج من الصفقات في حالتين، أولهما تحقيق الصفقة الغاية منها والمتمثلة في بلوغ قيمة الربح المستهدف، يُضاف إلى ذلك احتمالية الخروج منها بهدف وقف الخسارة.

يجب التنويه هنا إلى ضرورة تعيين التنبيهات التلقائية لإشارات الدخول والخروج - من خلال تنبيهات مرئية أو سمعية - وذلك للتمكن من رؤيتها بوضوح وبشكل فوري أثناء التداول.

تقييم وتحليل الأداء

يرى قطاعاً كبيراً من محترفي التداول أن الاحتفاظ بسجلات تداولاتهم جزءاً لا يتجزأ من خطط التداول الخاصة بهم؛ إذ يرون أن تلك السجلات تحمل الإجابة الدقيقة والصادقة عن تساؤلاتهم المُلحة التي تبدأ بإحدى أداتي الاستفهام "لماذا \ كيف"، ومن ثم يمكنهم تحقيق فوائد عديدة من خلال العودة لتلك السجلات وأبرزها:

  • تقييم مدى جودة وفعالية استراتيجية التداول والجدوى من الاعتماد عليها.

  • تحليل العوامل والأسباب التي أدت إلى تحقيق الربح أو تسببت في تكبد خسارة.

  • مقارنة الاستراتيجيات المختلفة والتعرف على مزايا وعيوب كل منهم.

تستخدم السجلات - التي تتضمن كامل وأدق تفاصيل الصفقات التي أجريت - في تحليل الأداء العام ومن ثم تقييم خطة التداول، يساعد ذلك على تحديد نقاط القوة والعمل على تعزيزها ومواضع الضعف والحرص على تفاديها، يؤدي هذا وذاك إلى تطوير خطة التداول والارتقاء بمستوى جودتها وتحسين النتائج المحققة من خلالها.

لماذا تحتاج إعداد خطة للتداول؟

ينعكس امتلاك خطة تداول واضحة ومحددة بالعديد من الإيجابيات على التجربة الاستثمارية ككل، يمكن إيجاز أهمها وأبرزها في النقاط التالية:

  • الحدّ من احتمالات اتخاذ قرارات عاطفية أثناء التداول.

  • يصبح التداول أسهل حيث يتم من خلال اتباع خطوات محددة سلفاً.

  • المساعدة على التطور والتحسن من خلال تحليل التداولات السابقة وتقييم الأداء.

  • يساعد وضع خطة مُسبقة على إدارة مخاطر التداول عبر الإنترنت بصورة فعالة.

أفضل شركات التداول عبر الإنترنت

تبيّن مما سبق أن امتلاك خطة للتداول أمر غاية في الأهمية ولكن الأهم هو التمكن من تنفيذ تلك الخطة، يوجد سبيل واحد فقط لتحقيق ذلك وهو فتح حساب لدى واحدة من شركات التداول المرخصة، التي توفر لعملائهم بيئة تداول آمنة وترتكز على بنية تكنولوجية فائقة التطور وتوفر لهم كامل الإمكانيات المطلوبة للتمكن من إدارة صفقاتهم بشكل فعّال والاستمتاع بتجربة تداول أكثر سهولة وتميزاً في المُجمل.

يعرض موقع "ثقة" فيما يلي مجموعة من أهم وأبرز شركات التداول التي تنطبق عليها تلك المواصفات، وكان ذلك في اكتسابها ثقة ملايين المتداولين من مختلف دول العالم منذ إطلاق خدماتها وحتى اليوم.

التراخيص VFSC
أقل مبلغ للإيداع $50
التراخيص FCA
أقل مبلغ للإيداع $10
التراخيص ADGM
أقل مبلغ للإيداع $100
التراخيص DFSA
أقل مبلغ للإيداع $100

متى يُنصح بتعديل أو تغيير خطط التداول؟

إن الحقيقة الثابتة فيما يخص خطط التداول هو أنها لن تدوم للأبد مهما بلغ مستوى فعاليتها أو أياً كان حجم النجاحات المُحققة من خلالها؛ إذ تخضع خطة التداول لعملية تقييم دوري وتطوير مستمر، يؤدي ذلك إلى تغييرها بصفة جزئية أو كلية تبعاً لعِدة عوامل أهمها الآتي:

  • مستوى المتداول: أوضحنا سابقاً أن خطة التداول يجب أن تكون متوافقة مع مستوى مهارة المتداول نفسه، بناءً على ذلك كلما ارتقى مستوى المتداول واكتسب مزيداً من المهارة والخبرة لابد أن ترتقي وتتطور خطته لتتماشى مع أهدافه بتلك المرحلة.

  • متغيرات السوق: يمكن أن يُجبر المتداول على تعديل خطته أو تغييرها بشكل كامل، يكون ذلك عادة أشبه برد فعل ناتج عن تغير جذري في حالة أو اتجاهات السوق.

تواصل معنا وابدأ في تنفيذ خططك الشخصية للتداول

عقب تعرفك على الأسس العامة لبناء خطط التداول أصبحت تحتاج البدء في تنفيذها وجني الأرباح من خلالها، دعنا نساعدك في تحقيق ذلك بنقرة واحدة على أيقونة "تواصل معنا"؛ إذ يقودك ذلك إلى نافذة محادثة مباشرة مع أحد ممثلي موقع "ثقة" من الخبراء، الذي سوف يرشدك إلى أفضل شركات تداول مرخصة في بريطانيا FCA Licence أو ما يعادل ذلك من تراخيص دولية.

يساعدك ممثلينا في المفاضلة بين الشركات وتحديد الأنسب بينها تبعاً لمستوى خبرتك وأهداف خطة التداول الخاصة بك، يُضاف إلى ذلك تقديم إجابات كاملة عن أي سؤال أو استفسار لديك، هذا بخلاف العديد من صور وأشكال الدعم اللامحدود.

استشارة عبر الواتس-آب

تقدم بطلب استشارة مجانية بشكل مضمون من خلال التواصل مع فريق عمل موقع ثقة. تواصل معنا الآن خدمة عملاء

الأسئلة الشائعة

هل يمكن للمتداول الاعتماد على خطة شخص آخر؟

يتم اتباع النهج الفردي في تأسيس وبناء خطط التداول كما أشرنا سابقاً، ونظراً لأن الطموحات والأهداف ومستويات الخبرة والمهارة لا تتطابق فلا يمكن لمتداول استنساخ خطة التداول الخاصة بغيره، لكن يمكنه الاستفادة منها - إذا كان هذا المتداول يستخدم نفس استراتيجيته ومقارباً له من حيث مستوى الخبرة - مع إدخال التعديلات الضرورية لتكون الخطة أكثر توافقاً مع توجهاته وأهدافه.

كيف يمكن تقييم خطة التداول؟

توجد أساليب وطرق عديدة يمكن من خلالها تقييم خطط التداول قبل تنفيذها في السوق الحقيقي، تبقى أكثر هذه الأساليب فعالية هو تطبيقها بخطوات عملية من خلال نظام التداول الافتراضي؛ حيث يمنح ذلك القدرة على مُحاكاة التداول الحقيقي بصورة كاملة ولكن من خلال أرصدة وهمية.

يضمن ذلك تجنب التعرض لأي خسارة بسبب أي أوجه قصور في خطة التداول، مما يسمح بتقييم الخطة والعمل على تعديلها وتحسينها أكثر من مرة قبل الانتقال إلى حساب التداول الحقيقي.

الكاتب
عامر طبنجة
الكاتب
كاتب محتوى متخصص في إنشاء محتوى اقتصادي يلبي احتياجات المستثمرين الأفراد. أسعى دائمًا لتقديم محتوى يثري المعرفة ويشجع على التفكير السليم في كل ما يتعلق بالتداول والإستثمار. أهدف دائمًا إلى توفير محتوى يجذب القراء ويثير اهتمامهم، سواء كان ذلك في شكل مقالات أو نصوص فيديوهات أو محتوى موقع إلكتروني أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أو أي نوع آخر من المحتوى.

شارك بتعليق

comments