إنّ مفهوم الدخل السلبي Passive Income - هو الدخل الذي يتدفق بأقل جُهد مستمر- هو بلا شك جذّاب لنا جميعًا. فهو واحد من أهم الأهداف التي يتطلع لها رواد الأعمال، المستثمرين والعصاميين في العصر الحديث. حيث أن الحرية المالية تبدأ مع بداية بناء مصادر دخل متعددة، تعتمد على الدخل السلبي. كل ذلك يصبح مُتاح مع التدفق النقدي الثابت. ولكن قبل حزم أمتعتك والبدء بالبحث عن مصادر الدخل السلبي، دعنا نكشف الحجاب عن الحقيقة وراء ذلك وكيف يمكن الوصول الى الحرية المالية من خلاله.
نعم، يمكن أن يكون الدخل السلبي أداة قوية من أدوات الحرية المالية و التمويل. فهو يَسمح لك بتنويع مصادر دخلك وبناء الثروة بمرور الوقت وتحرير ساعات يومك القيمة. ومع ذلك، هُناك فرق جوهري يجب الانتباه إليه: فالدخل السلبي لا يعني "دخل بدون جهد".
لذلك، في الفقرات التالية سنفضح بعض الأساطير الشائعة حول هذا النوع من الدخل ونستكشف الحقائق المُتعلقة بهِ. ونتعمّق في العمل أو الاستثمار المُسبق الذي غالبًا ما يشكل الأساس للتدفقات المالية الثابتة. وكيف يُمكنك التنقل في هذا المسار نحو الحرية المالية التي تساعدك في تذوق كأس العصير الاستوائي آنف الذكر.
تلخيص المقال
- الدخل السلبي هو دخل يتدفق بأقل جهد مُستمر.
- يوجد العديد من الطرق لكسب الدخل السلبي، بعضها يتطلب المزيد من الجهد أو المزيد من رأس المال.
- تداول الفوركس ليس سلبيًا تمامًا، فهو يحتاج إلى المهارات والتحليلات.
- عليك اختيار طريقة الدخل السلبي التي تتماشى مع أسلوبك.
فهم الدخل السلبي Passive Income
إنّ فكرة بناء مصادر دخل متعددة، أو الهروب من العمل من التاسعة إلى الخامسة تحتاج إلى الإجابة عن سؤال واحد: كيف تصبح مليونير ؟ لكن قبل أن نُجيبك، من المهم التمييز بين الدخل السلبي وأقاربهُ: الدخل النشط والدخل الاستثماري. فتابعونا.
الدخل النشط: هو النمط الأكثر شيوعًا. راتبك، أجرك أو عمولاتك، أو عائدات الأعمال التي يتم كسبها من خلال الجهد المُباشر والالتزام بالوقت. إنّهُ مصدر الدخل الرئيسي لمعظم البشر.
الدخل الاستثماري: يأتي من استثمارات مثل الأسهم والسندات والصناديق المُشتركة. تتلقى بفضل هذهِ الاستثمارات أرباحًا وفوائد ومكاسب رأسمالية. لكن هذهِ العوائد تتطلب غالبًا مراقبة مستمرة وقرارات إدارية. بينما قد يبدو هذا دخلًا سلبيًا، إلا أنهُ لا يلبّي التعريف الحقيقي تمامًا.
فالدخل السلبي كما هو مُحدّد من قبل دائرة الإيرادات الداخلية (IRS): يتطلب القليل من الجهد المُستمر أو حتى لا يتطلبهُ إطلاقًا -رغم أننا نرى أنهُ لا شيء يأتي مع صفر بالمئة جهد- للحفاظ عليهِ بمجرد إنشاؤهُ. وينقسم إلى فئتين رئيسيتين: العقارات المؤجرة والشركات التي لا تُشارك فيها بنشاط.
العقارات المؤجّرة يُمكن أن تكون مصدرًا للدخل السلبي، ولكن مع استثناءات. ستفقد العقارات تصنيفها "السلبي" إذا كنت تشارك بشكلٍ مُباشر في إدارة العقار أو تأجيرهُ لنشاطك التجاري الخاص.
أمّا الشركات ذات المشاركة غير المادية فهي تقدّم مسارًا آخر. هُنا، تستثمر رأس المال دون الانغماس في التعاملات اليومية أو اتخاذ القرارات. يُمكنك ببساطة جني ثمار الدخل السلبي من خلال اتفاقيات مشاركة الأرباح. تخيّل الاستثمار في متجر للحلويات وتلقي جزء من الأرباح شهريًا دون الحاجة إلى اختبار النكهات واختيار المواد الأولية وحساب النفقات!.
الجدول التالي يوضح لك الدخل السلبي Passive Income مُقابل الدخل النشط: مُقارنة بين الجهد والوقت:
| الدخل النشط | الدخل السلبي Passive Income | الميزة |
|---|---|---|
| مرتفع | منخفض (بعد الإعداد الأولي) | الجهد |
| مرتفع | متغير (عادةً أقل من الدخل النشط) | الوقت |
| متغير (قد يتطلب تعليمًا/ مهارات) | قد يتطلب استثمارًا مقدمًا | رأس المال |
| يأتي الأجر مباشرة من ساعات العمل | يتم إنشاء الدخل من الأصول أو المشاريع بجهد مستمر ضئيل | مصدر الدخل |
| الراتب، الأجور بالساعة. | العقارات الاستثمارية، الدورات عبر الإنترنت. | أمثلة |
أكثر الطرق شيوعًا لكسب الدخل السلبي
من خلال مَنحك أكثر الطرق الشائعة لتحقيق الدخل السلبي Passive Income والذي بدورهُ سيتكفل في بناء ثروتك. إليك بعض الأفكار:
استكشَف سوق الإيجار: تقدّم العقارات المُخصّصة للإيجار مسارًا مجّربًا وحقيقيًا للدخل السلبي. ومع ذلك، لا يَكفيك أن تَمتلك عقارًا مجّهزًا للإيجار، ألم يخبرك أحد بالخسائر التي قد يسببها بعض المستأجرين؟ صدقني بعضهم قد يظن أن تسديد الإيجار يبيح لهُ الاحتفاظ بالقطع التي يفضلها من أثاثك فضلًا عن تخريب تمديدات المياه والكهرباء والقائمة لا تنتهي. اختر المُستأجر بعناية واحرص على تسجيل مبلغ تأمين يضمن لك حقوقك حتى لا يتحول دخلك السلبي إلى نفقات سلبية.
صناديق الاستثمار العقاري (REITs): هذهِ الصناديق تُشبه الشركات التي تمتلك وتؤجر مجموعة متنوعة من العقارات. وبالتالي فمن خلال الاستثمار فيها، ستحصل على حصة من دخلها الإيجاري. كما تمتلك العديد من صناديق الاستثمار العقاري تاريخ من زيادة الأرباح بمرور الوقت. لذلك يمكن أن يتحول تدفق الدخل الخاص بك من خلالها إلى قوة مالية حقيقية.
التسويق بالعمولة: يَسمح لك التسويق بالعمولة بالاستفادة من متابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجات من شركات أخرى. لتكسب عمولات على كل عملية بيع تتم عبرك. لكن أرجوك اختر منتجات ذات جودة عالية للترويج لها، فنحن اكتفينا من الإعلانات المُضّللة.
التعليم عبر الإنترنت: شارك معرفتك وخبرتك من خلال إنشاء دورة تدريبية عبر الإنترنت. تجعل منصات مثل Udemy و كورسيرا من السهل توزيع المحتوى الخاص بك وبيعهِ. يُمكنك البدء من خلال دروس مجانية لعدد صغير من متابعيك. ثم وبعد تصميم الدورة وتنفيذها، ستتولى المنصات بيعها وستبدأ الأرباح في الظهور.
تأليف كتاب إلكتروني: بعض الأشخاص لا ينجحون بتوصيل الأفكار المنطوقة بينما يبدعون في توصيلها على شكل حروف مكتوبة. حوّل خبرتك إلى كتاب إلكتروني رائج، فالكتب الإلكترونية هي طريقة رائعة للاستفادة من انخفاض تكلفة النشر والوصول إلى جمهور عالمي على منصات مثل Amazon. وعلى نحو مُشابه للدورة التدريبية، ما إن تبدأ كتبك في جذب القراء حتى تبدأ بجني الأرباح.
أسطورة الأرباح بلا مجهود
الحقيقة أنّ الإنترنت مليء بالعروض المغرية التي تعد بالدخل السلبي Passive Income دون بذل الكثير من العمل على خلاف الواقع الذي يقول: لا شيء يأتي مجاناً. تلك العروض توهمك بزيادة أموالك عبر الدخل السلبي ولكنها لا تقدّم لك إلا الشعور السلبي الناتج عن خسارتها.
ربما يكسب مارك زوكربيرغ المال حقًا أثناء نومهُ، لكن المتاعب التي يجرها عليه الفيسبوك تجعلهُ ينسى النوم في بعض الأيام، ربما تقول في نفسك الآن ليت كل المتاعب كتلك. هذا صحيح فنحن جميعنا نتمنى هذا النوع من المتاعب طبعًا!
الخلاصة أنّ أي شيء يعود عليك بالمال سيتطلب منك هامشًا من الجهد والمال المقدم ومن ثم التطوير المُستمر. فالحقيقة هي أن عالم الأعمال لا ينام أبدًا. سيحتاج مُنتجك أو دورتك في النهاية إلى تحديثات أو سيواجهُ منافسة جديدة. بكل تأكيد الجهد المقدّم في هذهِ الحالة لا يُقارن بجهد الاستيقاظ يوميًا عند الساعة السابعة والغرق ضمن ثقب الازدحام الأسود. وإذا كنت قادرًا على إيجاد شغفك ضمن مصدر الدخل السلبي لديك، يتحول الوقت الذي تقضيه في تطويرهُ إلى وقت ممتع. ها نحن ننظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس أخيرًا!.
دخل الاستثمار: ليس سلبيًا تمامًا
صحيح أنّ الاستثمار قد يخلق دخلًا سلبيًا على المدى الطويل، لكنهُ يتطلب جهدًا كبيرًا في البداية. عليك أن تبحث عن فرص الاستثمار المُناسبة. ثم تحللها بدقة، وتستثمر رأس المال الأولي المطلوب.
دعنا نَستعرض بعض أشكال الدخل السلبي الاستثماري الشائعة، ونناقش متطلباتها من ناحية رأس المال وجهود الإدارة:
1. تداول الفوركس:
رأس المال الأولي: يتطلّب تداول الفوركس رأس مال أولي، مع وجود حسابات تبدأ من بضعة دولارات.
جهود الإدارة: يتطلب مُتابعة مُستمرة للسوق وتحليل البيانات، وإجراء التداولات بشكلٍ دوري.
2. الأسهم:
رأس المال الأولي: يَعتمد على نوع الأسهم وعددها، لكن بشكلٍ عام يتطلّب رأس مال أكبر من الفوركس.
جهود الإدارة: تتطلب مُتابعة أداء الشركات وتحليل التقارير المالية، وإجراء التعديلات على مِحفظة الأسهم.
3. السندات:
رأس المال الأولي: يتطلب رأس مال كبير نسبيًا، حيث يتم شراء سندات بقيمة اسمية مُحددة.
جهود الإدارة: تتطلب متابعة أداء الجهات المُصدّرة للسندات، وإجراء التعديلات على محفظة السندات.
4. العقارات المؤجرة:
رأس المال الأولي: يتطلب رأس مال كبير لشراء العقار.
جهود الإدارة: تتطلب متابعة العقار وإجراءات الصيانة، وإيجاد المُستأجرين وتحصيل الإيجارات.
وبينما يتطلب تداول الفوركس نفسهُ مشاركة وتحليلات نشطة لتحقيق أرباح، إلا أنهُ يقدّم أيضًا طرقًا غير متوقعة للدخل السلبي. ويكمن المفتاح في ذلك في الجمع بين استراتيجيات مُختلفة. بالنسبة المُتداولين المهرة، هنالك "التداول بالنسخ" حيث تشارك تداولاتك الناجحة مع الآخرين الذين يدفعون لك جزءًا من أرباحهم. هذا يخلق دخل السلبي يعتمد على خبرتك في تداول الفوركس.
على صعيد متصل، تقدّم برامج التسويق بالعمولة مسارًا آخر، من خلال إحالة متداولين جدد إلى شركة الوساطة باستخدام رابط الإحالة، فإنك تكسب عمولة على نشاطهم التجاري بدون أي تداول من جانبك.
يُمكن دمج هذهِ الاستراتيجيات لتحقيق عوائد أكبر. تخيّل جذب متداول جديد من خلال رابط الإحالة ثم إقناعهُ بنسخ تداولاتك. ستكسب ليس فقط من حجم تداولاتهُ ولكن أيضًا نسبة مئوية من أرباحهُ. والخلاصة أن تداول الفوركس، على الرغم من أنه ليس سلبيًا تمامًا، يقدم لك فرصًا فريدة لإنشاء الدخل السلبي المتوازي.
دخل الريادة: الجهد يساوي المكافأة
بعد كل ما سبق لنا طرحهُ، ربما يبدو مفهومًا أنّ بناء ملاذك المالي من خلال ريادة الأعمال يتطلب التزامًا وجهدًا مستمرًا. والجميل في الأمر أنّ هنالك العديد من المسارات التي يمكنك اتباعها لإنشاء دخل سلبي تتطلب عملًا أقل على المدى الطويل، مثل المنتجات الرقمية والدروبشيبينغ وإنشاء المحتوى.
السر وراء النجاح في هذهِ المشاريع هو العمل الأساسي المسبق. فإطلاق متجر تجاري إلكتروني ناجح يتضمن اختيار المنتجات المربحة وإنشاء موقع ويب سهل الاستخدام وضمان تنفيذ الطلبات بسلاسة. وبالمثل، يتطلّب إنشاء قناة يوتيوب مزدهرة إنتاجًا مستمرًا لمحتوى جذاب واستراتيجيات لتنمية جمهورك.
في تداول عقود الفروقات، تعتمد أرباحك على توقعاتك لحركة السوق. يتطلب تداول عقود الفروقات معرفة وتحليل السوق، بالإضافة إلى مهارات إدارة المخاطر.
وبينما يُلغي الدروبشيبينغ إدارة المخزون، يَعتمد النجاح فيه على خدمة العملاء الاستثنائية واختيار المنتجات المناسبة للبيع.
لكن الخبر السار هو أن الجهد الأولي الذي تبذلهُ في الدخل السلبي يمهّد الطريق للمكافآت طويلة المدى. تخيل موقع الويب الذي يمكنهُ جذب المتصفحين من خلال تحسين محركات البحث (SEO) على مدار الساعة لعرض منتجاتك الرقمية.
على سياق مُتصل، يُبقي إنشاء المحتوى الفعال، سواءً من خلال منشورات المدونة الغنية بالمعلومات - كالتي بين يديك الآن والتي أوصلتك إلى هُنا - أو مقاطع الفيديو الجذابة، جمهورك مُشاركًا ويعود للمزيد، مما يُترجم إلى مبيعات محتملة أو أرباح من الإعلانات.
الطريق الحقيقي للدخل السلبي
في هذه الفقرة، دعنا نجيبك عن السؤال الأبرز: ما الذي يجب معرفتهُ قبل تكوين الدخل السلبي ؟
في الواقع، تَحتاج إلى البدء بخطوات واقعية بشأن مَقدار الوقت والجهد والمال الذي ترغب في استثمارهُ في مشروع الدخل السلبي الخاص بك. يُشير الخبراء، إلى أنّ محاولة جني المزيد من المال عبر الدخل السلبي يمكن أن يكون فخًا في بعض الأحيان، لأنّهُ يتطلب عادةً تعلم مواضيع أو مهارات جديدة، وقد يستنزف ذلك وقتك بدلًا من ادخارهُ.
وحتى لا تقع في الفخ، يمكن أن يكون من المفيد تقييم مجموعة المهارات التي تمتلكها عند تحديد مصدر الدخل السلبي Passive Income المناسب. هل لديك خبرة سابقة في الاستثمار؟ هل تعرف كيفية إنشاء محتوى أو دورات تدريبية عبر الإنترنت؟ من خلال التركيز على مجال تمتلك فيه بالفعل بعض المعرفة والخبرة، يمكنك تقليل الوقت المطلوب. ولكن بغض النظر عن مدى مَعرفتك بمصدر الدخل السلبي الذي تختارهُ، فمن المُحتمل أن تحتاج إلى استثمار بعض الوقت في البداية لبدء التشغيل.
من المهم من ناحية ثانية تقييم المخاطر بشكلٍ واقعي. بعض طرق الدخل السلبي أكثر خطورة من البعض الآخر. على سبيل المثال، إذا اخترت إنشاء دورة تدريبية ثم فشلت، فإن خسارتك الوحيدة ستكون الوقت الذي استغرقتهُ في إنشائها. ولكن إذا اخترت شراء عقار إيجار محتمل يحتاج إلى إصلاحات مُكثّفة، فهذا يمثل مستوى أعلى بكثير من المخاطر المالية.
وأخيرًا وليس آخرًا، ستحتاج إلى وضع الضرائب في الاعتبار. ابحث عن مقدار الضريبة التي تفرضها الدولة لديك، ثم أضفها إلى إجمالي النفقات اللازمة. قبل أن تحسم أمرك بشأن مصدر الدخل السلبي المنشود.
دراسة حالة: تَجارب دخل سلبي واقعية
ربما يكون من المثير للحماس في خضم حديثنا استعراض بعض قصص النجاح حول الدخل السلبي. ولعل وارن بافيت Warrant buffet هو أفضل مثال لشخص نجح في إنشاء العديد من تدفقات الدخل السلبي Passive Income خلال مسيرتهُ المهنية. في مدينة أوماها الهادئة، ولد وارن بافيت في زمن الكساد الكبير. نشأ في عائلة عادية، فوالدهُ كان سمسارًا ووالدتهُ ربة منزل. منذ صغرهُ، تعلم قيم العمل الجاد والادخار، فكان يبيع العلكة والصودا لجيرانه.
ثم وفي سن الحادية عشر، اكتشف وارن عالم الاستثمار، فاشترى أول سهم لهُ. ومنذ ذلك الحين، انغمس في عالم المال والأعمال، يقرأ ويكتشف كل ما يتعلق بالأسهم والشركات.
في عام 1965، أسس وارن شركة بيركشاير هاثاوي، التي كانت بمثابة بذرة نمت لتصبح شجرة ضخمة. انطلقت الشركة من مجال التأمين، وسرعان ما توسعت لتشمل قطاعات متنوعة مثل الطاقة والنقل وغيرها.
لا يمكن وصف صفقات وارن بافيت إلا بكونها صفقات ذهبية، ومن أشهر صفقات وارن بافيت استثماره في شركة كوكاكولا عام 1988. حيث اعتمد على تحليلهُ لقوة علامتها التجارية وقدرتها على الصمود، فكانت النتيجة أرباحًا هائلة على مدار عقود. كما نجح في استحواذات مميزة، مثل شركة بنسون & هدجز عام 2000، مما عزز من قيمة بيركشاير هاثاوي ووسع نطاقها.
من خلال قصة بافيت المُلهمة، يمكننا معًا استخلاص:
النقاط الرئيسية في النجاح لتكوين الدخل السلبي
الاستثمار القيّم على المدى الطويل: تتمحور استراتيجية بافيت الأساسية حول الاستحواذ على أسهم في شركات مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية مع أساسيات قوية. واحتفاظها على المدى الطويل، والاستفادة من نموها ومدفوعات أرباحها. تمتلك بيركشاير هاثاواي، شركتهُ القابضة، مجموعة متنوعة من الشركات عبر مختلف القطاعات، مما يخلق دخل سلبي ثابت.
التركيز على الجودة: يضع بافيت أولوية للاستثمار في الشركات المُدارة بشكلٍ جيد والتي تتمتع بميزة تنافسية. يبحث عن شركات ذات علامة تجارية قوية وقاعدة عملاء مخلصة وقدرة على تحقيق أرباح ثابتة. يساعد هذا التركيز على الجودة في ضمان الاستمرارية طويلة المدى لاستثماراتهُ واستدامة تدفقات الدخل السلبي Passive Income. عند تفكيرك بالاستثمار عبر منصات تداول الأسهم الأمريكية، ركز على اتباع خطواتهُ تلك تمامًا.
الصبر: يُعرف بافيت بنهجهُ الاستثماري الصبور. لا يطارد الأسهم الساخنة أو يحاول توقيت السوق. بدلاً من ذلك، يبحث في الشركات بدقة ويَستثمر فقط عندما يجد فرصًا ذات إمكانات كبيرة على المدى الطويل. يسمح لهُ هذا النهج الصبور بتجاوز تقلبات السوق والاستفادة من تأثير تراكم استثماراتهُ بمرور الوقت.
ثمرة المقال
في جوهرهُ، يمكن أن يكون الدخل السلبي Passive Income أداة قوية لبناء الثروة وتنويع مصادر دخلك. ولكن تذكّر، غالبًا ما يكون هناك استثمار مقدم من الوقت أو الجهد أو رأس المال لوضع الأساس لتدفق الدخل السلبي المستقبلي. من خلال فهم الفروق، يمكنك التنقل في هذا المسار نحو التمكين المالي بخارطة طريق واضحة.
شارك بتعليق