تُثار دوماً التساؤلات حول ماهية أنواع عقود التداول أو ما يُشار إليه أحياناً باسم المشتقات المالية، يمكن إيجاز تعريفها بالقول بأنها عبارة عن عقود ذات قيمة مالية مرتبطة بقيمة الأصل الأساسي، يُستفاد منها بعدة صور أبرزها التحوط من التغيرات غير المواتية أو المفاجأة في السعر الأساسي للأصول المالية المختلفة، كما يتم الاعتماد عليه بشكل موسع في تداول قيمة تلك الأصول عبر الإنترنت.
يجمع قاسم مشترك واحد بين عقود التداول المختلفة وهو أن جميعها تتيح فرصة تداول أصل مالي بالبيع أو الشراء في تاريخ مستقبلي بسعر تم تحديده في وقت سابق، لكن بالتأكيد هذا ليس كل شيء إنما لكل نوع منها ما تمتاز به من مقومات وما تنفرد به من خصائص، وفيما يلي نجيب على السؤال الأكثر شيوعاً بهذا الصدد وهو: ما هي أنواع عقود التداول وما الذي يميز كل نوع منهم عن نظائره؟
تداول العقود الآجلة
تعتبر العقود الآجلة من أنواع عقود التداول الأكثر رواجاً، وهي عبارة عن اتفاقية مشتركة تداول أصل مالي بعينه عبر عملية بيع وشراء، ويكون حجم العقد (السعر) ومدته (تاريخ التسوية أو الاستحقاق) مُحددان سلفاً، مما يعني أن العامل الرئيسي الذي يُميز هذا النوع من العقود هو أنه يسمح بإقفال الأسعار بصورة مُسبقة.
تعد العقود الآجل أقل مرونة إذا ما تمت مقارنتها مع أنواع عقود التداول الأخرى، حيث أنها تُلزم الطرف المشتري بسداد قيمة العقد -المُتفق عليه- عند الوصول إلى تاريخ التسوية المحدد بشكل مُسبق، ذلك بغض النظر عن تحركات السوق أو التغيرات التي طرأت عليه خلال فترة التخزين، لكن يعتبر هذا الجمود النسبي بهذا النوع من العقود السبب الرئيسي في إقبال المتداولين عليه؛ إذ يرون فيها إحدى طرق التحوط في التداول الأكثر فعالية والتي تكفل لهم الحماية من تقلبات أسعار الأصول المالية.
تداول العقود المستقبلية
يتم الخلط في كثير من الأحيان بين تداول العقود المستقبلية (Forward Contract) والعقود الآجلة (Future Contract)، يرجع ذلك إلى أن كلاهما من أنواع عقود التداول المُختصة بتداول أصل معين في وقت لاحق وبسعر يتم تحديده عند التعاقد "سعر التنفيذ"؛ إلا أن هذا النوع -أي العقود المستقبلية- يتم عبر وسيط بين البائع والمشتري، كما تفرقه عن العقد الآجل مجموعة من الخصائص التي تجعله الخيار الأكثر مرونة وأبرزها الآتي:
تتحقق الأرباح والخسائر لهذه العقود بصورة يومية طوال مدة العقد.
العقد المستقبلي قابل للتسوية قبل حلول تاريخ الاستحقاق.
العقد المستقبلي ذو هامشين.
يُقصد بهامشي تداول العقود المستقبلية الهامش الأساسي أو هامش التنفيذ (Intial Margin)، وهو المبلغ الذي يقوم المتداول بإيداعه لإبرام التعاقد ولا يجوز التصرف به طوال فترة سريان العقد، غالباً ما تتراوح قيمته ما بين 10 : 15% من القيمة الإجمالية للعقد، يُضاف إلى ذلك النوع الثاني وهو الهامش المتغير أو هامش الوقاية (Maintenance Margin)، الذي يهدف إلى تغطية الخسائر المحتمل أن تنتج عن تقلبات أسعار الأصل المالي قبل حلول تاريخ تسوية العقد.
تداول العقود مقابل الفروقات
تتفوق عقود مقابل الفروقات (Contract For Difference) -وتُعرف اختصاراً "CFD"- دوماً في على أنواع عقود التداول الأخرى من حيث معدلات الإقبال، إذ تعد الخيار المفضل لدى قطاع كبير من المتداولين عبر الإنترنت، حيث يتم اللجوء إليها لتداول فئات مختلفة ومتنوعة من الأصول المالية تشمل "الفوركس، تداول الأسهم، السلع، الصناعات، المعادن.. وغيرها"، يختص هذا النوع من العقود بتداول فرق سعر قيمة الأداة المالية ما بين تاريخ فتح العقد وتاريخ إغلاقه.
يمكن القول بأن تداول العقود مقابل الفروقات هو الأبسط والأقل تعقيداً، حيث أنها تقوم بالكامل على توقع تحرك سعر الأصل المالي المعين خلال نطاق زمني محدد، يتحقق الربح عبر فروق الأسعار حال تحرك الأسعار وفق توقع المتداول بأي من اتجاهي السوق سواء الصعود أو التراجع، ذلك من خلال عقد خيارات (شراء) في حالة توقع تحرك السعر صعوداً أو فتح مركز (بيع) في حالة توقع العكس أي تراجع سعر الأصل المالي: (ربح \ خسارة CFDs) = (عدد العقود × قيمة العقد الواحد × سعر الإغلاق - سعر الافتتاح)
تداول عقود الخيارات
شهدت عقود الخيارات (Options Contracts) عدة تطورات على مدار العقود الماضية، حتى أنها صارت تشمل كافة فئات وأنواع الأصول المالية تقريباً، الأمر الذي ساهم في اكتسابها مزيداً من الأهمية والشعبية في أسواق التداول، يمكن إيجاز مزايا وأهمية هذا النوع من أنواع عقود التداول في أنه يمنح لحامله الحق في تنفيذ صفقة بيع أو شراء لأصل مالي ما في المستقبل بسعر تم تحديده في وقت سابق، ويكون الطرف الثاني -المُسمى "كاتب الخيارات"- مُلزماً بالوفاء بهذا العقد متى طلب حامله ذلك.
تنقسم الخيارات في هذا النمط من عقود التداول إلى نوعين رئيسيين وهما كالآتي:
خيار الشراء (Call Option): يمنح هذا الخيار لصاحب العقد الحق -دون أن يُلزمه بذلك- في شراء أصل مالي بسعر تم تحديده سابقاً "سعر التنفيذ"، ذلك في تاريخ بعينه -هو الآخر مُحدد بشكل مُسبق- يُعرف بمسمى (تاريخ انتهاء صلاحية العقد)، أما الطرف الثاني للعقد وهو كاتب الخيارات يكون ملزماً ببيع الأصل المالي بذلك السعر ولا يحق -لأي سبب- التراجع عن الوفاء بهذا الالتزام.
خيار البيع (Put Option): هذا الخيار أيضاً يعطي حامل العقد الحق دون الإلزام في بيع الأصول المالية وفق سعر التنفيذ المُحدد بشكل مُسبق، يلجأ المتداولون إلى هذا النوع من الخيارات حين يتوقعون -في ضوء نتائج التحليلات- تراجع سعر الأصل المالي بحلول تاريخ انتهاء صلاحية العقد.
تداول عقود النفط
يصنف النفط كأحد أهم مصادر الطاقة وربما هو الأهم على الإطلاق، لهذا فإنه يحظى بمعدلات طلب مرتفعة على مستوى العالم، الأمر الذي جعل منه أداة مالية مثالية للتداول والاستثمار، يتم تسعير النفط في الأسواق المالية في الفالب اعتماداً على نوعين رئيسيين منه، هما نفط خام برنت "Brent Crude Oil" ونفط خام غرب تكساس "WTI".
تجدر الإشارة هنا إلى أن مُسمى تداول عقود النفط لا يشير إلى نوع قائم بذاته من أنواع عقود التداول، إنما يُقصد به استغلال عقود المشتقات المالية -السابق ذكرها- في تداول قيمة سعر النفط نفسه أو تداول أسهم الشركات الناشطة في مجال التعدين، يُشاع تداول النفط عبر الإنترنت عبر أحد خياري عقود التداول وهما:
عقود الخيارات Options
عقود مقابل الفروقات CFDs
يتساءل الكثيرون حول أفضل أنواع عقود التداول للاستفادة من تحركات سعر النفط، لكن الحقيقة لا يمكن تفضيل نوع بعينه؛ إذ أن لكل عقد من عقود التداول -كما ذكرنا سلفاً- ما يميزه من خصائص ومقومات، بالتالي فإن القرار كاملاً يرجع للمتداول نفسه لاختيار ما يتوافق مع استراتيجيته وتوقعاته لتحركات السوق خلال فترة سريان العقود.
أفضل شركات تتيح عقود التداول
يمكن تداول عقود المشتقات المالية المختلفة -المُشار إليها- عبر العديد من شركات التداول، لكن ثمة أمور يجب مراعتها بهذا الصدد للتأكد من اختيار شركة التداول المناسبة، أولها بالتأكيد يتعلق بالجانب القانوني والتنظيمي الذي يعني أن الشركة مرخصة من قبل الهيئات الرقابية المعنية وخاضعة لإشرافها.
يوجد جانب آخر لا يقل أهمية وهو مدى جودة وفعالية أدوات التحليل وخدمات الدعم المتوفرة من خلال تلك الشركات، إذ تعد تلك الأدوات هي السبيل الوحيد لتوقع تحركات الأسعار خلال نطاق زمني معين، والذي بدوره يعتبر الأساس الذي تقوم عليه آليات عقود التداول باختلاف أنواعها، فيما يلي يرصد ثقة قائمة بأهم وأفضل شركات التداول التي تجمع بين الجانبين ويمكن التداول من خلالها بثقة وأمان:
هل تحتاج مساعدة لبدء الاستثمار في عقود التداول؟
بين تعدد أنواع عقود التداول وتعدد خيارات شركات الوساطة الموجودة على الساحة يصاب الكثير من المتداولين بالحيرة، لكن يمكن توفير الوقت والجهد بنقرة واحدة فقط على أيقونة "تواصل معنا"، التي تمكنك من الانتقال إلى تطبيق "واتس-آب" للتواصل بصورة مباشرة مع أحد ممثلي موقع ثقة، الذي سوف يتولى -بموجب خبرة فريقنا الطويلة في أسواق المال- مهمة إرشادك وتقديم إجابات وافية وكاملة على كافة أسئلتك المتعلقة باختيار الشركات المناسبة وبدء التداول من خلالها.
استشارة عبر الواتس-آب
تقدم بطلب استشارة مجانية بشكل مضمون من خلال التواصل مع فريق عمل موقع ثقة. تواصل معنا الآن
يشار في الختام إلى أن عقود التداول كأي نمط استثماري آخر، لابد من توافر مجموعة من العوامل للإسهام في نجاحه والحد من المخاطر التي ينطوي عليها وزيادة احتمالات تحقيق النتائج المرغوبة من خلالها، كل ذلك يمكن تحقيقه ببساطة من خلال ثقة - حساب تداول VIP، الذي يكفل للمتداول الحق في الاستفادة من باقة متكاملة من خدمات الدعم المقدمة من نخبة من أمهر وأبرز الخبراء في أسواق المال العالمية، فضلاً عن ضمان خوض تجربة تداول خاصة بشروط استثنائية ودون أي رسوم أو عملات خفية.
شارك بتعليق