كانت ولا تزال عقود الفروقات مَحل جدال واسع في الوطن العربي والعالم الإسلامي، ذلك الجدال لا يدور حول أهميتها أو الجدوى الاستثمارية منها، إنما يخص حكم تداول عقود الفروقات من الناحية الشرعية ومدى توافقها مع ضوابط وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومع تضاعف أعداد شركات التداول النشطة في الوطن العربي وتزايد الإقبال عليها أصبح سؤال عقود cfd حلال أم حرام أكثر إلحاحاً، وفرض نفسه على كل مَحفل أو مؤتمر إسلامي خلال العقود الماضية.
رغم أن سؤال هل عقود الفروقات حرام من أكثر الأسئلة ترديداً وتكراراً إلا أن الإجابة عليه لم تُحسم بشكل قاطع، ولا يزال الجدل حول حكمه الشرعي هو السائد في عالمنا العربي، ولم يتوافق الفقهاء أو الهيئات الشرعية حول رأي مُحدد، ولكن لا يزال بإمكانك حسم قرارك بنفسك من خلال التعرف على الآراء المختلفة والأسانيد القائمة عليها، ومن ثم خوض تجربة تداول أكثر توافقاً مع تعاليم وأحكام الدين الحنيف، وهذا تحديداً ما نسعى لمساعدتك على تحقيقه من خلال الفقرات التالية.
تلخيص المقال
- تداول عقود الفروقات يثير جدل في الوطن العربي والعالم الإسلامي بشأن مدى توافقها مع الشريعة الإسلامية.
- بعض مؤسسات دينية تقدم توجيهات لتداول CFDs وسط تحفظات بشروط معينة، مثل وجود تقابض حقيقي وتاريخ تسوية محدد، لكن توجد هيئات دينية تعتبر تداول CFDs حلالًا وتؤكد على حرية التعاقد والشراء والبيع المباحة شرعاً.
- الرافعة المالية تمثّل عاملاً مثيراً للجدل في تداول CFDs وتثير انتقادات.
- على المتداول المسلم فهم الأحكام الشرعية المُتعلقة بالمعاملات المالية، مثل حظر الربا، لضمان تداوله بما يتوافق مع التوجيهات الدينية.
- في التداول الإسلامي، يجب اختيار شركات مرخصة وموثوقة التي تقدم حسابات تداول إسلامية خالية من رسوم التبيت (SWAP) المشبوهة.
- يمكن أن يكون التداول بدون رافعة مالية حلالاً في حالة تداول عقود الفروقات CFDs، ما يساعد على تجنب الربا المحرم، والله أعلم.
- يجب على المُتداول الاهتمام بالتنظيم القانوني لوسطاء التداول، والخبرة والموثوقية، والرسوم والعمولات، والأدوات المتداولة.
حكم تداول عقود الفروقات وهل حرام أم حلال
كان أفضل وسطاء تداول العقود مقابل الفروقات CFD هم البوابة التي عبر منها ملايين العرب إلى عالم التداول وأسواق المال الكبرى، خاصة في ظل التزايد الكبير في أعدادها وسهولة الوصول إليها وفتح حسابات التداول من خلالها، ولكن ما قد يُعيق البعض عن مواصلة رحلته الاستثمارية هو أن حكم تداول العقود مقابل الفروقات كان ولا يزال أحد أبرز الأمور الخلافية خلال السنوات الأخيرة.
انقسمت الآراء الفقهية - ولو بشكل نسبي - حول هل عقود الفروقات حرام من عدمه، وفيما يلي نستعرض معاً الرأيين الفقهيين السائدين بشأن تداول عقود الفروقات (CFDs) مع بيان مصدرهما، فضلاً عن التطرق إلى اشتراطات التداول الحلال بحسب ما أقرته الهيئات المعنية.
تحريم تداول العقود مقابل الفروقات
ينص الرأي الأول على أن حكم تداول العقود مقابل الفروقات هو التحريم المُطلق، وذلك وفقاً لما أقره علماء مجمع الفقه الإسلامي وتم إعلانه في عام 1992، وقد شمل هذا القرار مختلف فئات عقود المشتقات المالية مثل عقود الخيارات والعقود المستقبلية (فيوتشر) بجانب عقود مقابل الفروقات.
نفى المجمع في قراره النهائي وجود ما يُسمى عقود cfds حلال وتم إرجاع ذلك إلى عدة أسباب، يتمثل أبرزها وأهمها في النقاط التالية:
يجهل طرفي العقد - البائع والمشتري - القيمة السعرية النهائية للأصل المالي التي سوف يُسجلها في تاريخ تسوية العقد، وهو ما اعتبره مجمع الفقه الإسلامي شكلاً من "مُعاملات الغرر" المُحرمة في الشريعة الإسلامية.
رأى المجمع أيضاً أن عقود الفروقات عبارة عن مراهنة غير محسوبة أو غير مؤكدة النتائج، وبناءً على ذلك فهي أقرب إلى القمار الذي هو أيضاً من أكبر المُحرمات في الإسلام.
أضيفت الرافعة المالية في التداول لاحقاً إلى أسباب تحريم عقود الفروقات وذلك لكونها قرض جالب للمنفعة والذي تم التوافق حول تحريمه.
كانت تلك إجابة مجمع الفقه الإسلامي المُنعقد في مدينة جدة على سؤال هل عقود الفروقات cfd حلال أم حرام شرعاً، وقد تم إقرار حكم تداول عقود الفروقات ذاته من قبل العديد من الجهات الشرعية الأخرى، منها مثالاً وليس حصراً ما يلي:
دار الإفتاء المصرية.
هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.
دائرة الإفتاء العام في سلطنة عمان.
ما هو الحساب الإسلامي في التداول؟ وما مزاياه؟
نشأت فكرة حسابات التداول الإسلامية في محاولة من شركات التداول لجذب وإرضاء متداولي الوطن العربي والإسلامي، وذلك من خلال التقارب ما بين مفهوم التداول عبر الإنترنت بما يشمل عقود المشتقات المالية وبين الضوابط والأحكام الشرعية للمُعاملات المالية. أهم العوامل التي تُميّز هذا النوع من الحسابات ما يلي:
لا يتم تطبيق عمولات التبييت (SWAP) المخالفة للضوابط الشرعية على المُعاملات المُجراة من خلاله.
الحساب الإسلامي مُعفى من أي نوع من الرسوم أو العمولات التي تنطوي على شبهة ربوية مُحرّمة.
يمكن من خلال الحساب الإسلامي تداول فئات عديدة ومتنوعة من الأدوات المالية.
لا يُقلص فرص الربح والنجاح حيث يمكن من خلاله إتمام مُعاملة تداول متكاملة والاستفادة من أغلب المزايا التي توفرها شركات الوساطة.
ساهم الحساب الإسلامي -المعروف أيضاً بمُسمى “Swap Free”- في طمأنة قطاع كبير من متداولي المنطقة العربية، إلا أنه في الوقت نفسه لم يحسم الجدل الشرعي الدائر حول عقود الفروقات حلال أم حرام، إذ ظل العديد من الفقهاء يرون أن خصائص الحساب الإسلامي ضمنت تفادي بعض المُحرمّات وفي مقدمتها عمولات التبييت، إلا أن مُعضلة عدم وجود تقابض فعلي للأداة المالية لا تزال قائمة؛ حيث أن تلك العقود -كما أوضحنا سابقاً- تعتمد المضاربة على سعر الأداة دون امتلاكها.
كيف افتح حساب تداول إسلامي لدى وسيط موثوق؟
إن عملية فتح حساب تداول إسلامي أمراً سهلاً، خاصة بعدما أصبح خياراً شائعاً تتيحه العديد من شركات التداول الكبرى والمرخصة، ويتحقق ذلك باتباع الخطوات القليلة التالية:
الاطلاع على كامل مزايا وخصائص الحساب الإسلامي.
النقر على خيار "فتح حساب إسلامي" أو "حساب بدون عمولة تبييت".
تسجيل البيانات وإرفاق الأوراق الثبوتية المطلوبة.
تحويل الإيداع الأولى بما يعادل أو يتجاوز الحد الأدنى المُقرر لفتح الحساب.
يجب التنويه هنا إلى أن بعض شركات التداول لا تتيح الحساب الإسلامي كخيار مُنفصل، إنما تطلب من عملائها فتح أي من أنواع الحسابات المتاحة لديها ثم الولوج إلى الإعدادات وتقديم طلب تحويله إلى حساب خالي من عمولات التبييت.
نصائح للمتداولين المسلمين
إن البحث الدائم والسؤال المتكرر عن حكم تداول العقود مقابل الفروقات يعكس حرص متداولي الوطن العربي على توخي الحذر وتحري الحلال، وفيما يلي بعض النصائح المقدمة من أصحاب الخبرة في مجال التداول عبر الإنترنت، التي يمكن باتباعها الاستمتاع بتجربة تداول أكثر أمناً وفاعلية وتوافقاً مع الأحكام الشرعية.
يمكن إيجاز أهم وأبرز النصائح المقدمة للمتداول المسلم في النقاط التالية:
يجب على المستثمر المسلم - في التداول أو أي مجال آخر - أن يكون مُلماً بالأحكام الشرعية للمُعاملات المالية مثل أحكام الربا، وذلك لضمان التداول بما يتوافق مع الأحكام الدينية وعدم السقوط في أي مخالفات شرعية.
اختيار الشركات المرخصة والموثوقة والتي توفر خيار حساب التداول الإسلامي، وهو النوع الوحيد بين حسابات التداول الذي لا تُفرض على مُعاملاته رسوم تبييت (SWAP) التي تشوبها شبهة الربا.
إن عقود الفروقات حلال في حالة التداول بدون رافعة مالية باعتبارها من أشكال الربا المُحرّم، وهذا الخيار - أي التخلي عن الرافعة المالية - تتيحه العديد من شركات التداول الكبرى.
كيفية اختيار الوسطاء الذين يوفرون حسابات تداول إسلامية
تبدأ تجربة تداول عقود cfds حلال بفتح حساب لدى وسيط يتيح حساب إسلامي خالي من الفوائد الربوية، إلا أن مجرد توافر هذا النوع من الحسابات ليس معياراً كافياً لاختيار الوسيط وفتح حساب من خلاله بشكل فعلي، إنما هناك عِدة عوامل أخرى يجب وضعها في الحسبان لضمان اختيار الوسيط الأفضل والأكثر ملاءمة لمتطلباتك.
تتمثل أهم وأبرز معايير اختيار أفضل وسطاء التداول فيما يلي:
التنظيم القانوني - يأتي التنظيم القانوني في صدارة عوامل ومقومات الأمان الواجب توافرها بأي من شركات الخدمات المالية، لذلك يوصى دائماً بضرورة فحص تراخيص شركات التداول، بالإضافة إلى التأكد من أن تلك التراخيص من الفئة الأولى وصادرة عن أهم وأكبر الهيئات الرقابية حول العالم.
الخبرة والموثوقية - الخبرة دائماً ما تصنع الفارق في مختلف المجالات وكافة القطاعات، لذا فإن المعيار الثاني هو أن يكون للشركة خبرة طويلة نسبية في مجال تداول عقود الفروقات، أو أن تكون قد حازت على مدار سنوات نشاطها جوائز تميز عالمية في مجال تخصصها.
الرسوم والعمولات - إن الرسوم والعمولات في النهاية هي حصة مُقتطعة من حجم العائد المحقق من التداول، لذا يجب التعرف بشكل كامل ودقيق على طبيعة ونوع وقيمة أي رسوم قد يتم فرضها من الشركة المقدمة للخدمة.
الأدوات المتداولة - أحد أبرز مزايا عقود مقابل الفروقات CFD هو تعدد الأدوات المالية القابلة للتداول من خلالها، يشمل ذلك تداول العملات الرقمية والذهب والفوركس وغير ذلك، وبناءً على ذلك يفضل اختيار شركة الوساطة التي تتيح فئات أكثر تعدداً من الأدوات المالية لمضاعفة فرص المحتملة لتحقيق الأرباح.
خدمات الدعم - يعد دعم شركات التداول عاملاً حاسماً في نجاح التجربة الاستثمارية وتحقيق النتائج المرجوة منها، وبناءً على ذلك يوصى بالاتجاه إلى الشركات التي تدعم عملائها من خلال توفير رسوم بيانية دقيقة وأدوات تحليل متطورة وغير ذلك من الخدمات التي تعينهم على إدارة صفقاتهم بصورة أفضل وأعلى كفاءة.
يجدر بنا التنويه هنا إلى ضرورة الحذر من بعض شركات التداول المحتالة، التي تستخدم مُسمى "الحساب الإسلامي" كأداة ترويجية فقط في العالم العربي، بينما في واقع الأمر لا يوجد فارق حقيقي أو اختلاف جذري بينه وبين أنواع حسابات التداول الأخرى؛ لذا يجب مقارنة خصائص الحسابات المختلفة بدقة والتعرف على الخصائص التي تميز كل منهم وأبرز الفروق بينهم.
يمكن الاستفادة في هذا الصدد من خدمة تقييم شركات التداول من موقع "ثقة"، الذي يقدم معلومات دقيقة ومُفصلة حول شركات التداول المرخصة عربياً وعالمياً، بما يشمل قوة التراخيص الرقابية الممنوحة لهم ومستوى جودة الخدمات المقدمة منهم فضلاً عن أنواع حسابات التداول المتاحة من خلالهم.
هل عقود الفروقات قمار؟
يستند البعض في القول بأن حكم تداول عقود الفروقات هو التحريم إلى أنه صورة من صور المقامرات، إلا أن تلك النظرة بها الكثير من القصور؛ حيث لا توجد ثمة قواسم مشتركة بين المقامرة القائمة على المراهنات المطلقة والمجازفات غير المحسوبة وبين مُعاملات التداول بمختلف أنماطها وأشكالها.
يعتمد القمار والمراهنات على الحظ والمصادفة والتخمين؛ حيث أن المقامر لا تتوفر لديه أي آلية للتنبؤ بالنتائج النهائية لمراهناته، أما تداول عقود الفروقات فهو بعيد كل البُعد عن كل ما سبق، صحيح أنه قائم على توقع مستقبل اتجاهات الأسواق المالية وتحركات الأسعار، إلا أن التوقعات هنا تكون قائمة على أساس علمي ومعلوماتي متمثلاً في نتائج التحليل الفني وقراءة وتتبع مسارات الرسوم البيانية، وبالتبعية - رغم احتمالية الخطأ والمخاطر الواردة - لا يمكن اعتباره مجازفة غير محسوبة العواقب أو قائمة على التخمين والحدس وهو ما ينفي عنه صفقة المقامرة بصورة تامة.
افضل شركات التداول التي توفر حسابات إٍسلامية
يستعرض موقع "ثقة" فيما يلي قائمة تضم أفضل منصات التداول الحلال التي توفر خيار الحساب الإسلامي لعملائها، كانت تلك الشركات الخيار الأمثل بالنسبة لملايين المتداولين في الوطن العربي والعالم على مدى سنوات طويلة، يرجع ذلك إلى أن كافة المواصفات والمعايير السابق ذكرها تنطبق عليها، ويمكن معها بدء تداول cfds حلال بثقة وأمان.
هل تريد المساعدة لبدء التداول الحلال؟
لعلك حصلت الآن على إجابتك بشأن عقود الفروقات cfd حلال أم حرام ولكن هذا مجرد تمهيد، الخطوة الفعلية الأولى نحو بدء التداول وتحقيق حلم الاستقلال المالي هي إيجاد شركة التداول المناسبة وفتح حساب تداول إسلامي من خلالها، وخطوة بمثل هذه الأهمية لست مضطراً لاتخاذها بمفردك طالما بإمكانك الحصول على استشارة خبير متخصص.
انقر على أيقونة "تواصل معنا" للتحدث مباشرة إلى أحد ممثلي موقع "ثقة"، للإجابة على أي استفسار حول كيف يكون تداول عقود الفروقات حلال، إلى جانب تقديم الاستشارة والمساعدة في اختيار شركة التداول الأفضل بالنسبة لك والتي تتوافق خدماتها مع متطلباتك الحالية وتطلعاتك المستقبلية.
استشارة عبر الواتس-آب
تقدم بطلب استشارة مجانية بشكل مضمون من خلال التواصل مع فريق عمل موقع ثقة. تواصل معنا الآن
شارك بتعليق
التعليقات
اهلا وسهلا اخي أمير. أنت بحاجة لرأس مال كبير، لفتح حساب تداول مخصص بدون رافعة مالية، الحساب متوفر مع XTB، اقل مبلغ لتداول الأسهم بدون رافعة حتى يكون مجدياً هو ٥ الاف دولار.
تحياتي لك، ممكن توضح السؤال بشكل أكبر حتى نقدر نجاوب؟
اهلا وسهلا بك اخي علي، كل شركات التداول اخي عبارة عن شركات MarketMaker . يتم استخدام مصطلح ECN فقط بهدف الترويج.
تحياتي لك اخي وليد، يمكن ارسال استفسارك من خلال الرد على البريد الالكتروني، أو من خلال ارساله على شكل تعليق، سوف يقوم فريقنا بالرد عليك فوراً