تمثل صناديق التحوط - التي يُشار إليها أيضاً بمُسمى المحفظة الوقائية - أحد أشكال صناديق الاستثمار متنوعة الأصول المالية، تنشأ تلك الفئة من الصناديق في الغالب من خلال مشاركة عدد قليل نسبياً من المؤسسات أو المستثمرين الأفراد ذوي الملاءة المالية، تدار هذه الصناديق من قبل مديرين أكفاء يستهدفون مجموعة واسعة من الأصول غير التقليدية ويستثمرونها من خلال مجموعة واسعة من الاستراتيجيات بما يضمن تحقيق عوائد استثمارية أعلى من المتوسط.
تبدو صناديق التحوط "Hedge Fund" للوهلة الأولى خياراً مثالياً للاستثمار، لكن يجب هنا عدم الانخداع بمُسمى "تحوط" الذي قد يعتبره البعض إشارة إلى عامل الأمان والحماية، بينما الحقيقة على النقيض من ذلك فتلك الصناديق تعد بتحقيق أرباح مرتفعة ولكنها في الوقت ذاته تنطوي على نسبة مخاطرة عالية، سوف يتضح ذلك بصورة أكبر من خلال الفقرات التالية التي يلقي موقع "ثقة" من خلالها نظرة أكثر قرباً على تلك الفئة من الصناديق.
تلخيص المقال
- صناديق التحوّط تُعتبر محفظة وقائية تتضمن استراتيجيات استثمارية مُختلفة وتَستهدف الأرباح العالية وتحمّل مَخاطر عاليّة.
- مُستثمري صناديق التحوط يُعتبرون "مستثمرين معتمدين"، والمشاركة فيها تتطلب مستوى من الأصول أو الدخل المالي السنوي.
- هُناك أنواعًا مُختلفة من صناديق التحوط، مثل الكليّة العالمية، الأسهم، القيمة النسبية، والناشطة.
- التحديات المُحتملة للاستثمار في صناديق التحوّط تضم الرسوم العالية والمخاطر المرتفعة.
- يوجد اختلاف بين صناديق التحوّط وصناديق الاستثمار المُشترك من حيث الهدف، الرسوم، والشفافية.
- صندوق التحوّط يُعتبر سلاحاً ذو حدين كونهُ يحقّق أرباح عالية مع إمكانية تعرضك لمخاطر ورسوم عالية.
- كبار المُستثمرين يفضّلون الاستثمار في صناديق التحوط بسبب معدلات العائد السنوي العالية التي تتيحها.
- سمعة وخبرة مدير الصندوق تلعب دوراً حاسماً في اتخاذ القرار بشأن الاستثمار.
- الاستراتيجية التي يَعتمد عليها الصندوق يجب أن تكون واحدة من المعايير المهمّة للاختيار.
ما هي صناديق التحوط وكيف تعمل؟
يمكن تعريف مفهوم صندوق التحوط بأكثر من صياغة لكن أبسطها وأكثرها دقة هو أنه عبارة عن شراكة محدودة بين عدد قليل من المستثمرين، يضعون أموالهم في صندوق - سلة مالية - تدار من قبل نخبة مديري الصناديق المحترفين، يهدفون إلى تحقيق عائدات مالية بالغة الارتفاع من خلال اتباع استراتيجيات تداول أكثر فاعلية وإن تضمنت نسبة أعلى من المجازفة، يتسم كذلك محتوى الصناديق بقدر أكبر من التنوع وقد يشمل فئات عديدة من الأصول مثل:
العقود الآجلة.
عقود الخيارات.
الأراضي والعقارات.
السلع.
يُعرّف مستثمري صناديق التحوط بأنهم مستثمرين معتمدين "Accredited investors"، أي أن المشاركة بتلك الفئة من الصناديق يتطلب امتلاك حد أدنى من الأصول أو الدخل المالي السنوي، لذا كثيراً ما يكون المستثمرين عبارة عن مؤسسات أو كيانات مثل صناديق التقاعد وشركات التأمين بجانب الأفراد ذوي الدخل السنوي المرتفع.
أنواع صناديق التحوط الشائعة
تستهدف صناديق التحوط مجموعات مختارة من الاستثمارات في الأوراق والأصول المالية وتديرها وفق استراتيجيات محددة لتحقيق أعلى عائد مادي من خلالها، أدى التنوع في الأصول والاستراتيجيات إلى نشوء أنماط أو أنواع مختلفة لصناديق التحوط يتمثل أكثرها شيوعاً في الأنواع الأربعة التالية:
صناديق التحوط الكلية العالمية: عبارة عن صناديق استثمارية تُدار من أجل محاولة الاستفادة من التقلبات الواسعة في السوق، أي التقلبات أو التغيرات الحادة في الأسعار التي تنشأ في المعتاد نتيجة أحداث كبرى مثل الأحداث السياسية والاقتصادية.
صناديق تحوط الأسهم: يوجد نوعين من صناديق الأسهم فقد تكون عالمية أو مقتصرة على بلد واحد، لكن العامل المشترك الأهم بينهم هو استهداف الأسهم المربحة مع التحوط ضد الانكماش في السوق، يتحقق ذلك عن طريق بيع الأسهم أو مؤشرات الأسهم المبالغ في تقدير قيمتها.
صندوق التحوط ذو القيمة النسبية: يعتمد هذا النوع من أنواع صناديق التحوط في تحقيق الأرباح على استغلال فروق أسعار الأوراق المالية المؤقتة، يعني ذلك أنه يستفيد بشكل مباشر من التغير الدائم والمستمر في أسعار الأدوات المالية أو عدم كفاءة الانتشار.
صندوق التحوط الناشط: يمكن اعتباره الأكثر تعقيداً بين أنواع صندوق التحوط الاستثماري، يرجع ذلك إلى أنه يتخذ إجراءات خاصة من شأنها تعزيز أسعار الأسهم التي يستثمر بها، قد يتطلب ذلك التدخل في سياسة الشركات نفسها عن طريق المطالبة بإعادة هيكلة الأصول أو خفض التكاليف أو غير ذلك.
لماذا تعتبر صناديق التحوط سلاحاً ذو حدين؟
يصف بعض الخبراء صندوق التحوط بأنه سلاحاً ذو حدين وهذا وصف بليغ ودقيق في آن واحد، فإن أمعنا النظر في استراتيجيات إدارة هذا النوع من الصناديق الاستثمارية سوف نجد أنها تدار بهدف واحد وهو تحقيق أرباح أو عائدات تفوق المتوسط العام المتعارف عليه، إلا أن تحقيق ذلك الهدف يتطلب استخدام استراتيجيات محفوفة بالمخاطر وتعتمد بدرجة كبيرة على خبرة ومهارة وكفاءة مدير الصندوق.
يمكن إضافة الرسوم المفروضة على صناديق التحوط أيضاً ضمن قائمة السلبيات الواجب وضعها بالاعتبار؛ إذ أنها تكون مرتفعة بنسبة كبيرة إذا ما تمت مقارنتها بالرسوم المفروضة على أنواع صناديق الاستثمار الأخرى، مثال ذلك أن رسوم الأداء الخاصة بتلك الفئة من الصناديق تكون في متوسط نسبة 20% من قيمة الأرباح المستحقة للصندوق.
مقارنة صناديق التحوط والصناديق الاستثمار المشترك
توجد قواسم مشتركة عديدة بين صناديق التحوط "Hedge Fund" وصناديق الاستثمار المشترك "Mutual Fund"، إلا أن هذا لا يجعلهما نفس الشيء بل أنهما في الواقع متباعدين تماماً، يمكن تبين ذلك بشكل أوضح من خلال عقد مقارنة بسيطة لإبراز أهم الفوارق بين كلاهما.
صناديق التحوط Hedge Fund | صناديق الاستثمار المشترك Mutual Fund | |
المفهوم العام | عبارة عن محفظة استثمارية تجمع بين عدد قليل من المستثمرين المؤهلين من أصحاب رؤوس الأموال المرتفعة. | يتكون الصندوق من مدخرات عدد كبير من المستثمرين، يجتمعون معاً في تأسيس سلة مالية واحدة متنوعة الأصول. |
الرسوم | تحتسب استناداً إلى الأداء القائمة. | نسبة مئوية بناءً على نوع وحجم الأصول المُدارة. |
الشفافية والمعلومات | تكون متاحة فقط بالنسبة للمستثمرين بالصندوق. | تلتزم بإصدار تقارير نصف سنوية وسنوية للإفصاح عن أداء الصندوق. |
الرقابة | تخضع لمستوى منخفض من الرقابة. | تخضع لرقابة صارمة من SEBI. |
عدد المالكين | محدود جداً. | كبير جداً قد يصل إلى الآلاف. |
أفضل شركات تداول الصناديق الاستثمارية عبر الإنترنت
أصبحت صناديق الاستثمار - بأنواعها المختلفة ومفهومها العام - أداة استثمارية رائجة بالسنوات الأخيرة، خاصة أن الوصول إليها أصبح متاحاً للجميع كما أنه لم يعد يتطلب توافر رأس مال مرتفع القيمة، يرجع السر في ذلك إلى ظهور نمط التداول عبر الإنترنت الذي يتيح القدرة على تداول القيمة السعرية للأصل المالي دون امتلاكه بشكل مادي أو المشاركة به بصورة فعلية.
تُدرج العديد من شركات التداول عبر الإنترنت الصناديق الاستثمارية العالمية ضمن خيارات الأصول المتاحة من خلالها، يستعرض موقع "ثقة" فيما يلي قائمة بأهم وأفضل تلك الشركات التي تحظى بشهرة عالمية وتمارس نشاطها بمقتضى تراخيص رسمية صادرة عن أهم هيئات الرقابة المالية في العالم.
معايير اختيار أفضل صناديق التحوط
ينجذب كبار المستثمرين إلى صناديق التحوط بالأخص - رغم ما تنطوي عليه من مخاطر لا يمكن إغفالها - لما تحققه من معدل عائد سنوي بالغ الارتفاع، حيث أن هذا هو الغرض الأساسي من تلك الصناديق فهي تُدار من خلال استراتيجيات معينة لتحقيق عوائد تجاوز عوائد الصناديق الأخرى وهذا هو الهدف الأول والمُعلن لمثل هذه الصناديق.
يمكن التحوط من مخاطر السوق وجعل الاستثمار في صناديق التحوط آمناً بدرجة أكبر من خلال أخذ مجموعة معينة من المعايير بعين الاعتبار أثناء المفاضلة والاختيار، يمكن إيجاز أبرزها وأكثرها تأثيراً فيما يلي:
سمعة وخبرة مدير الصندوق باعتباره المسؤول الأول عن إدارة الصفقات.
يمكن اختيار الصندوق تبعاً لنوع الاستراتيجية التي يتم اتباعها من خلاله.
أنواع الأصول المحددة التي يستثمر الصندوق الأموال بها.
النظر إلى معدل العائد السنوي ومقارنته مع الصناديق الأخرى.
احصل على استشارة مجانية وابدأ تداولاتك اليوم
يتواجد خبراء موقع "ثقة" على مدار الساعة لتقديم الدعم الكامل الذي يضمن لك تجربة تداول آمنة وذات شروط استثنائية، يتطلب الأمر نقرة واحدة على أيقونة "تواصل معنا" الموضحة أسفل هذه الفقرة، يقودك ذلك الخيار إلى نافذة تواصل مباشر مع أحد ممثلينا للإجابة على كامل أسئلتك وإرشادك إلى خيارات شركات التداول الأفضل التي تقدم من الخدمات ما يتوافق مع متطلباتك الخاصة واحتياجاتك الفردية.
استشارة عبر الواتس-آب
تقدم بطلب استشارة مجانية بشكل مضمون من خلال التواصل مع فريق عمل موقع ثقة. تواصل معنا الآن
شارك بتعليق