لماذا لا أوصي بـ مؤسسة الشقيري للاستثمار
وردت إلينا في موقع "ثقة" العديد من الاستفسارات حول مدى موثوقية مؤسسة الشقيري للاستثمار "AlShugairi Investment"، وتزامن ذلك مع تلقي العديد شكاوى من عملاء آخرين، تمحورت حول مواجهة صعوبات في التعامل مع المؤسسة التي تقدم نفسها كمزود لخدمات التداول، بالإضافة إلى تكبد خسائر نتيجة تردي مستوى الخدمة أو بسبب توجيهات خاطئة، وبناءً على كل ما سبق، فإننا نحذر بشكل واضح من التعامل مع تلك المؤسسة، التي يتضح من ممارساتها والمعطيات على موقعها الرسمي أنها تمارس نشاطًا احتياليًا.
هل مؤسسة الشقيري للاستثمار مرخصة؟
لا تحمل الشركة المُسماة مؤسسة الشقيري أيّ تراخيص حقيقية؛ هي جهة غير رسمية تنتحل شخصية الإعلامي الكبير، أحمد الشقيري، دون أي ارتباط مباشر له، ما يشير إلى أنها شركة غير مرخصة. وهي تدعي أنها مرخصة محليًا داخل المملكة العربية السعودية، وأنها تحمل ترخيص هيئة السلوك المالي البريطاني (FCA)، الذي يعد أحد التراخيص رفيعة المستوى في عالم التداول عبر الإنترنت والمُدرج ضمن الفئة الأولى، لكن الحقيقة أن تلك مجرد ادّعاءات لا تمت للواقع بصلة. ولدى الدخول إلى الموقع الرسمي للهيئة والبحث باستخدام اسم الشركة "ALSHUGAIRI LTD" أو رقم التسجيل "16291740" المذكورين في الشهادة المرفقة على موقعها، لم يتم العثور على أي نتائج تؤكد وجود الشركة في سجلات الهيئة.
أمّا عن الترخيص المحلي لمؤسسة الشقيري للاستثمار، فهو مزوّر أيضًا، حيث إن مزودي خدمات التداول في المملكة العربية السعودية يخضعون لرقابة وإشراف هيئة السوق المالية (CMA)، باعتبارها الجهة الرسمية المنوط بها تنظيم وتطوير السوق المالية. وبينما تدّعي المؤسسة عبر موقعها الرسمي أنها خاضعة لتنظيم وزارة التجارة والاستثمار السعودية،وبعد التحقق من الترخيص التجاري رقم "2050173213" المُدرج على موقع الشركة الإلكتروني عبر موقع وزارة التجارة والاستثمار السعودية، تبيّن أنه لا يخص الشركة المذكورة، بل يعود لكيان تجاري آخر.
والأهم من ذلك، أن مؤسسة الشقيري تزعم أنها بدأت نشاطها في سوق التداول منذ عام 2020، إلا أن البحث في عمر اسم النطاق -عنوان موقعها الإلكتروني- كشف خلاف ذلك، حيث لم يتجاوز عمر النطاق ثلاثة أشهر فقط حتى لحظة كتابة هذه السطور، إذ تم تسجيله في الخامس من يناير للعام الحالي 2025. وهو ما يضع الشركة في موضع شك، وينسف كل مزاعمها، ويضعها موضع الاتهام بالاحتيال ومشاركة معلومات مغلوطة، الهدف منها هو التضليل وافتراس أموال المتداولين أصحاب الخبرة المحدودة.
الخدمات ومعالجة الشكاوى
نلاحظ أن مؤسسة الشقيري للاستثمار وضمن الديباجة الرئيسية التي تُعرِف بها نفسها، تدّعي أن خدماتها تشمل "تقديم أفضل الأدوات والتوجيهات للاستثمار"، وهو ما يتعارض بصورة كاملة مع الأسس والمعايير المتعارف عليها في تقديم هذا النوع من الخدمات المالية، الذي تلتزم به النسبة الأكبر من شركات التداول الموثوقة، والتي تلتزم عادة بكونها حلقة الوصل بين العميل وسوق المال، وتوفير الأدوات التحليلية وخدمات الدعم التي تساعد المتداوِل على دراسة وتحليل السوق وحسم قراراته بنفسه، بينما تتفادى تقديم توجيه العميل نحو الاستثمار في أسواق أو أدوات بعينها.
وتعتبر خدمات مؤسسة الشقيري للاستثمار فقيرة ومحدودة مقارنة بما تحاول تصويره لعملائها، بمعنى أنها لا توفر أي خدمات خاصة أو استثنائية لكبار المتداولين، كما تفتقر الشركة إلى أكاديمية تعليمية، وهي ميزة أصبحت قاسمًا مشتركًا بين معظم شركات التداول الكبرى محليًا وعالميًا. أما نموذج معالجة الشكاوى المتوفر عبر موقعها، فيثير العديد من الشكوك، إذ يقتصر على بنود فضفاضة تحتمل التأويل، دون أي التزام واضح من قبل الشركة. والأسوأ من ذلك، أن الشركة تُمهل نفسها مدة تصل إلى 60 يوم عمل للرد على الشكاوى، وهو ما يُعد غير منطقي وغير مقبول، وقد يُعرّض العميل لفقدان حقه في التصعيد والاختصام أمام الجهات الرسمية أو يُضعف موقفه القانوني بشكل كبير.
الدعاية والشكوك
الخلاصة أن مؤسسة الشقيري للاستثمار مُحاطة بالعديد من الشكوك، والمعلومات المُدرجة على موقعها الرسمي تحمل العديد من التضارب مما يثير الريبة، كما أننا ننظر إليها كواحدة من تلك الشركات التي عادة ما تحاول استغلال أسماء الأعلام والمشاهير لكسب الثقة وتحقيق الانتشار، وقد يُستغل التشابه بين اسم الشركة واسم الإعلامي "أحمد الشقيري" لترويج خدماتها، خاصة لما يتمتع به من شعبية طاغية وسمعة طيبة في مختلف الدول العربية، وذلك رغم عدم وجود أدنى صلة له بتلك المؤسسة.
بناءً على كل ما سبق نؤكّد مجددًا وبشكل واضح أن مؤسسة الشقيري للاستثمار ليست وسيطًا موثوقًا، ونوصي بضرورة الامتناع عن التعامل معها، لما يحيط بوضعها القانوني من ضبابية وتعتيم، وما يثار حوله من علامات استفهام عديدة، ونوصي بالبحث عن بدائل موثوقة ومرخصة سواء من جهات عالمية، أو معتمدة من هيئة سوق المال السعودي (CMA) وتخضع لرقابتها، وتمارس عملها تحت إشرافها.
كيف يمكن اختيار منصة تداول موثوقة حسب فريق ثقة؟
اختيار منصة تداول موثوقة ليس بالأمر السهل كما يظنه البعض، إذ يقتصر كثير من المتداولين على التحقق من التراخيص فقط، متغافلين عن أهمية تقييم جودة الخدمات المقدمة ومراجعات العملاء السابقين. لكن في ظل تزايد عدد الشركات الاحتيالية التي تهدف إلى الاستيلاء على أموال المتداولين من خلال التضليل والممارسات غير المشروعة، لم يعد هذا النهج كافيًا. ومن هذا المنطلق، يقدّم لك فريق خبراء "ثقة" مجموعة من النصائح لمساعدتك في اختيار منصة التداول الموثوقة:
التركيز على تراخيص منصة التداول والتأكد من صحتها.
الحذر من الوقوع في فخ وعود منصات التداول الزائفة.
الاعتماد على خدمة كاشف الشركات النصابة المجانية من موقع ثقة.
التواصل مع خبراء ثقة عبر واتساب للحصول على مساعدة في اختيار منصة تداول مناسبة لاحتياجاتك.
أفضل شركات التداول البديلة عن مؤسسة الشقيري للاستثمار
فيما يأتي جدول يضم أفضل شركات التداول الموثوقة التي حصلت على تراخيص من هيئات مرموقة من الدرجة الأولى. فضلًا عن، تميزها بالعديد من الميزات التي جعلتها تكسب ثقة العديد من المستثمرين حول العالم.
شارك بتعليق